الثبات في الرّب
ديسمبر 19, 2023لا تخافوا!(جون س. منير وصموئيل س. منير)
ديسمبر 19, 2023متى ينتصر العدل على العدوان؟
ميخائيل رشماوي
حين تزول البسمةُ من شفاه الأطفال، وحين يسود الظّلمُ والعدوان، وحينَ يسيطر عقلُ البطشِ والفتكِ على عقل الرّشد والإيمان، حينذاك ينعدم الأمن والاستقرار. إنّ أيَّ إنسانٍ يطمح إلى العيش بهدوءٍ وأمن وسلام، في بلدٍ يوفّر له حياةً فيها الرّاحة، يستنشق فيها عطرَ الزّهور، ويستمع إلى تغريد العصافير، ويفترش الأرض تحت الأشجار الغنّاء بهناء، ويشاهد تلألؤ النّجوم ليلًا، فتغمره فرحةٌ وصفاء. إنّ أيَّ إنسانٍ يطمح إلى أن يرى الأطفال – الّذين غابت بسماتهم- حوله يلعبون ويمرحون. وهل هناك أجمل من قول الشّاعر:
ويـا حـبـذا صبـيةٌ يمـرحـون عنانُ الحيـاة عليهـم صبـي
كأنهـم بسـمـاتُ الحياةِ وأنفـاسُ ريحانُها الطّيّبِ
إن هؤلاء الصبية الذين يمرحون، هم زينة الحياة الدنيا، وأحب شيء إلى نفوسهم اللعب والمرح. وهل يعرفون غير ذلك شيئا، ما دامت الحياة مرخية لهم اللجام، ولم ينغّص عليهم منغص؟
ولكن هيهات هيهات، أين هذه الحياة؟ أينَ الأمنُ والسّلام؟ أين هؤلاء الأطفال وقد اختفت ابتسامتهم؟ أين بسماتُ الحياة؟ لماذا لا يمرحون ويلعبون؟ كيف غاب السلام عن فلسطين؟ كيف تضيع النّفوس؟ وتنعدم البهجةُ في الأرضِ والسّماء؟ أهذه هي فلسطين مهدُ الأديان؟ أهذه فلسطينُ الّتي احتضنت كل الحضارات.. يحدث فيها هذا الدّمار؟ تساؤلاتٌ تدمي قلبي وتحرق نفسي، وأنا أرى فتك الإنسان بالإنسان .
ورغم ذلك أقول: يا فلسطين يا ملهمتي الغالية، يا موطن المسيح الّذي نادى بالسّلام، عشنا في كنفك عقودًا وعقود، ولا زلتِ تحتضنينا بحبٍّ وحنان، لا تيأسي يا فلسطين، لا تيأسي يا غزّة، ستعود البهجةُ والفرحة إلى نفوسِ أطفالِك، وستشرق شمس الحريّة والعدل. إنّني ألمح بريقًا من الأملِ يلمع في سمائك، وإشراقته الجميلة تنتشر فوق الجبال والأشجار، وها هم ملائكة الرّحمن يرفرفون بأجنحتهم احتفاءً بانتصار الأمل، وها هو العدلُ ينتصر على العدوان بالعزم والإيمان .
ضاقت ولمّا استحكمت حلقاتُها فُرِجت وكنتُ أظنّها لا تُفرجُ