“الرب صنع كل هذا!”

“الرب صنع كل هذا!”

“الرب صنع كل هذا!”

الدكتور بشارة عوض يشارك قصة أمانة الله

الدكتور بشارة عوض هو مؤسس كلية بيت لحم للكتاب المقدس ويشغل حاليا منصب رئيسها الفخري. كان اسمه مناسبا لعمل حياته، فهو يعني “البشرة السارة” باللغة العربية. ولد الدكتور بشارة في القدس عام 1939، وتشكلت طفولته بسبب الحرب بين العرب وإسرائيل، وإنشاء دولة إسرائيل، والأهم من ذلك كله، وفاة والده على يد قناص في عام 1949. والدته هدى لم تسعى أبدا إلى التحقق من جنسية القناص، سواء كان إسرائيليا أم عربيا، ولكن كان لها رسالة ثابتة لجميع أبنائها ألا وهي المغفرة. انطلق أطفال هدى السبعة لعمل أشياء عظيمة للرب بين الشعب الفلسطيني. وهذه واحدة من قصصهم، كما قيلت من قبل الرجل الذي يفضل أن يدعى ببساطة باسمه الأول “بشارة“.

البدايات المتواضعة لكلية بيت لحم للكتاب المقدس

كان الدكتور بشارة مدير مدرسة الأمل المسيحية في بيت جالا في عام 1979، وكان قد عاد مؤخرا إلى فلسطين من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ملأه الحزن لرؤية هذا العدد الكبير من الطلاب المتخرجين يتركون وطنهم سعيا لتعليم لاهوتي أعلى في أماكن أخرى، دون رجوع.

أعطاني الرب رؤية لبدء الكلية في بيت لحم، والتي من شأنها تلبية احتياجات هؤلاء الطلاب. شاركت حينها الرؤية في اجتماع للقيادات المسيحية المختلفة، واتفق الجميع إلى حاجتنا إلى مدرسة تعليم عالي تشمل جميع الطوائف للكتاب المقدس. أعطاني أحد القساوسة من القدس 20$ لنبدأ بها الكلية. وكان هذا اول دعم يقدم لنا! ومباشرة، قمنا بتشكيل لجنة من القيادات من الخلفيات المختلفة، بما في ذلك الأرثوذكسية والكاثوليكية واللوثرية والانجليكانية، والإنجيلية. وكان الجميع على اتفاق“.

وهكذا ولدت كلية بيت لحم للكتاب المقدس، وبدون مبنى لندعوه منزلا، بدأت الفصول المسائية في مدرسة الأمل، واستمرت هناك لمدة سنتين. بشارة يتذكر تلك الأيام باعتزاز:

لقد بدأنا المدرسة ب6 طلاب فقط. بحثت حينها عن معلمين محليين مؤهلين للتعليم الديني على مستوى أعلى، ولكن لم أجد أحدا. جميع المعلمين المؤهلين كانوا يعيشون في الخارج! وهكذا، كان المبشرون أول المعلمين. لقد تم تزويدهم بأعجوبة من قبل الرب. كان واحد من أول المعلمين الذين تواصلنا معهم رجل يدعى ديفيد تيتر من تاكوما، واشنطن. وكان قد أتى إلى هنا حاملا فكرة مماثلة. كانت رؤيته لبدء مدرسة للكتاب المقدس في فلسطين، ولكن عندما رأى بأننا نقوم بنفس العمل، قرر التعاون معنا بدلا من ذلك. “

خلال هذا الوقت، تلقى بشارة مكالمة هاتفية مفاجئة من رجل لم يلتق به قط من قبل. كان هذا الرجل هو ديفيد يونتس، وقد جاء إلى بيت لحم من ليفربول، تكساس، يبحث عن رجل يدعى بشارة عوض. “في حلم، قال له الله بأن يأتي إلى بيت لحم ويساعدني في بدأ مدرسة للكتاب المقدس! لم يعرف حينها شيئا عني سوى اسمي فقط!” وجاء ديفيد يونتس مع عائلته وبقي لمدة سنة في بيت لحم، وقد ساعدت خدمته في وضع أسس روحية قوية للكلية، بينما ساعدت خدمة ديفيد تيتر في وضع أسس أكاديمية قوية. لقد جلب الله هذين الرجلين في الوقت المناسب تماما!

من دون بناء، نمت هذه المدرسة الصغيرة، واستمر الله في توفير جميع احتياجاتها من خلال مختلف المؤسسات والخدمات. مستوحاة من أول التقدمات المتواضعة، شكلت كلية بيت لحم للكتاب المقدس مجموعة للمانحين الذين يتعهدون بإعطاء 20$ في الشهر، والذي أطلق عليه “نادي 240″، بناءا على فكرة أن قيمة ما سوف يعطى في السنة من التبرعات سوف يصل إلى 240$. قدم هذا النادي أساسا منتظما من الدعم الذي يمكن للكلية أن تُبنى عليه. بعد عدة سنوات، أصبحت كلية بيت لحم للكتاب المقدس قادرة على الانتقال إلى مبنى خاص مستأجر في وسط مدينة بيت لحم. سرعان ما اتضح بأن المبنى المستأجر لم يعد بامكانه أن يحوي هذه الخدمة، فقد حان الوقت لتبحث فيه كلية بيت لحم للكتاب المقدس عن حل على المدى الطويل؛ مبنى خاص مُلك للكلية.

معجزة شارع القدس الخليل

في عام 1990، وجد الدكتور بشارة 3 مبان على طريق الخليل كانت معروضة للبيع، والتي كانت سابقا مدرسة هيلين كيلر للمكفوفين. حينها قام بشارة بالاستفسار، ولكن قيل له بأنه لن يستطيع تحمل تكلفة هذه المباني. “هنا كان تدخل الله! بدأنا بالصيام والصلاة والمطالبة بالمباني للرب. في 1 أيلول 1990، (تاريخ عيد ميلادي)، أعطوني المفاتيح وقالوا لي أن بإمكاننا استخدام المباني مجانا حتى نستطيع تجميع المبلغ! كان صديقي، جون أنجل، والذي لا يزال يقدم الكثير لكلية الكتاب المقدس، معي في تلك اللحظة الخاصة“.

بعد ست سنوات، واجهت الكلية تحديا آخر. قد أعطيت دفعات الحرم الجامعي الجديد، ولكن لم يتم تكميل هذه الدفعات. كانت الكلية ما زالت مديونة بمبلغ نصف مليون دولار، ولم يكن هناك أي جواب في الأفق. قام المجتمع البريطاني الذي كان مسئولا عن المباني بإعطاء كلية بيت لحم للكتاب المقدس مهلة شهر واحد لجمع ما تبقى من الأموال “ولكن هنا تدخَّل الرب!”

يحب بشارة أن يروي القصة: “كنت في انجلترا مع الأخ أندرو (من الأبواب المفتوحة) وأخذني لزيارة صديق له، رجل أعمال، وقال لي الأخير: “أنتم تقومون بتدريب الشباب ليكونوا قادة ورعاة كنائس؟” عندما أجبته بأننا كذلك، انحنى وكتب شيكا بمبلغ نصف مليون دولار! وإني أقول لكم، أنا لست جامع تبرعات، الرب فعل كل هذا!

مرحلة جديدة من النمو

في المكتب الرئيسي لكلية بيت لحم للكتاب المقدس، يوجد لوحة جدارية عملاقة على الجدار تذكارا لأعضاء نادي 240، حيث تسجل أسماء الأفراد والمؤسسات الخادمة من الدول حول العالم على أوراق فردية لشجرة ضخمة. وكما نمت الشجرة، هكذا كانت تنمو كلية بيت لحم للكتاب المقدس. اليوم، يحمل الحرم فوقه العديد من المباني الجديدة، تشمل دائرة الإعلام التي تصل إلى كافة أنحاء العالم العربي ببرامجها التلفزيونية المسيحية، وخدمة محلية للفقراء والمحتاجين، وخدمة للسيدات، وبرنامج ماجستير أطلق حديثا في دراسات السلام، وكليات شقيقة في غزة والناصرة. الكلية الآن في خضم إطلاق برنامج التعليم الإلكتروني الرائد والذي سيكون متاحا قريبا في جميع أنحاء العالم العربي.

يحتل بعض خريجينا مناصب رئيسية في الكنائس المحلية، فمنهم القادة، ورعاة الكنائس ومعلمي مدارس أحد، وهم ذو تأثير كبير في المجتمع المسيحي. عندما بدأنا في عام 1979، كانت الطائفة الإنجيلية متناثرة هنا وهناك، وبالكاد معروفين، ومنذ ذلك الحين، كانت الكلية قد دربت وشجعت الكثير من الشباب. والآن يوجد هناك كنائس إنجيلية في كل مكان“.

في عام 2013، استقال بشارة من منصبه كرئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس. “وفّر الرب القس جاك سارة لمواصلة قيادة هذه الخدمة. جاك نفسه هو خريج من كلية بيت لحم للكتاب المقدس، ومعه، كرئيس، أنا أعلم يقينا الآن بأن الكلية سوف تستمر. جاك هو قائد عظيم؛ رجل الله ومحبوبا من قبل جميع الكنائس. وأنا أعلم أنه سيأخذ كلية بيت لحم للكتاب المقدس إلى مستويات أعلى، وهو ما يحدث بالفعل“.