كلية بيت لحم للكتاب المقدس تُطلق كتاب “أرض المسيح-صرخة فلسطينية” للقس البروفيسور حنا كتناشو.

كلية بيت لحم للكتاب المقدس تُطلق كتاب “أرض المسيح-صرخة فلسطينية” للقس البروفيسور حنا كتناشو.

احتفلت كلية بيت لحم للكتاب المقدس الأسبوع الماضي بإطلاق كتاب “أرض المسيح-صرخة فلسطينية” للقس البروفيسور حنا كتناشو أحد أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، بحضور سيادة المطران عطا الله حنا، والأب الدكتور جمال خضر، والدكتور قسطندي الشوملي، والقس الدكتور جاك سارة مدير الكلية، والدكتور بشارة عوض مؤسس الكلية ورئيسها الفخري.

افتتح الأمسية القس الدكتور منذر اسحق العميد الأكاديمي في الكلية، حيث رحّب بالضيوف مؤكّداً أن الكتاب أصبح عملة غير مستخدمة في يومنا هذا، مُضيفاً بأن مستوى تقدّم الشعوب يُقاس بمستوى القراءة، لهذا نحن كلنا فخر واعتزاز بإطلاق كتاب” أرض المسيح-صرخة فلسطينية”. وأضاف بأنها ليست المرة الأولى لأن يكتب أحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية بيت لحم للكتاب المقدس كتاباً قيّماً.

بدوره رحّب القس الدكتور جاك سارة مدير الكلية بالحضور في صرح الكلية بمناسبة إطلاق الكتاب وهنأ القس حنا والشعب الفلسطيني على هذا الصوت العالي الذي يُعلن الحق الإلهي. كما وشاركت جوقة كلية بيت لحم للكتاب المقدس بقيادة المهندس أكرم نصّار بفقرة ترانيم.

عقّب الأب الدكتور جمال خضر رئيس المعهد الإكليريكي في بيت جالا على الكتاب. وفي كلمته أكّد أنّ “ما كان يُعتقد قبل زمن أنه من الأمور صعبة الحدوث أصبحت ممكنة، ففي إطلاق كتاب لمؤلف إنجيلي، ها هو كاهن كاثوليكي يقدّم الكتاب! وها هو قسيس معمداني يتحدث عن الكتاب المقدس بلغة العدالة الاجتماعية!”

أضاف: “يُدخلنا المؤلف في عالم الكتاب المقدس من زاوية دراسة موضوع الأرض، ولكن الكتاب يدخلنا إلى عالم المؤلف أيضاً. حيث يعرض خبرته الروحية الخاصة، وصراعه مع وصية محبة الأعداء. والخبرة الشخصية خاصة عندما تكون روحية، لا يتم تقييمها أو التعليق عليها، بل يتم الاصغاء لها بذهن وقلب منفتحين. مع تقديرنا للكاتب أنه فتح لنا قلبه ليشاركنا بمسيرته ومعاركه الروحية.” وفي الختام شكر الأب خضر القس حنا كتناشو على التزامه وكتاباته.

اعتلى القس البروفيسور حنا كتناشو المسرح ليُقدّم شرحاً عن كتابه. في البداية قدّم الشكر لأسرته التي دعمته في كتابة هذا الكتاب، وإلى الدكتور بشارة عوض مؤسس كلية بيت لحم للكتاب المقدس بسبب مساهمته في هذا الكتاب وكتابته لمقدمة بداخله، وقدّم الشكر أيضاً للدكتور جاك سارة مدير الكلية، والدكتور منذر اسحق واساتذة الكلية الذين لم يبخلوا بتزويده بالأفكار والقناعات والنقاش، وشكر بشكل خاص طلابه والبروفيسور قسطندي الشوملي الذي قام بتقديم الجسد لروح الكتاب من خلال ترجمته من اللغة الإنجليزية إلى العربية.

“هذا الكتاب بالنسبة لي رسالة، أنا أُحب المسيح، هو حياتي، وهو أهم ما عندي. ومن يُحب المسيح يُحب شعبه وأرضه”. وأكّد القس حنا أن محبته للمسيح تدفعه للمدافعة عن المظلوم والمحتاج. وهو في هذا الكتاب جمع بين العدالة الاجتماعية ومحبة المسيح، وفكّر بمحبة المسيح في السياق الفلسطيني.

وأضاف بأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يؤكدون بأن هذه الأرض أعطيت لليهود، وهناك من يدّعي أن الله أعطى الأرض لليهود، الشيء الذي دفعه للتساؤل: “ماذا يُريد الله مني؟” “كيف أفهم الإنجيل كفلسطيني دون أن ألغي فلسطينيتي ودون أن ألغي مسيحيتي؟” “كيف أُحضر فلسطينيتي ومسيحيتي في حوارٍ ونقاش؟”. مؤكداً أن فلسطينيتيه هي بركة من الله مثلها مثل مسيحيته، فالله باركه بأن يكون فلسطينياً وهو يفتخر بهذا.

في كتابه هذا سأل أسئلة مهمة، تطرحها المسيحية الصهيونية عندما يقولون أن الله أعطى الأرض لليهود. كان السؤال الأول: ما هي حدود هذه الأرض في الكتاب المقدس؟، والسؤال الثاني: من هو إسرائيل في الكتاب المقدس؟، والسؤال الثالث: هل الله سمساراً للأراضي، ماذا نعني بأن الله يُعطي الأراضي؟ وكيف تكون عطية الله في الكتاب المقدس؟ مُضيفاً بأن الاجابات التي توصل إليها هي أنه لا يمكننا أن نفهم عطية الله دون أن نفهم ونلتزم بمعايير الله وخطة الله، فعطايا الله هادفة، وعطايا الله لا يُمكن أن تنفصل عن عطيته الأسمى ربنا يسوع المسيح. لهذا يجب أن ننظر إلى تاريخ تعامل الله من منظور يسوع المسيح، لهذا دُعي الكتاب “أرض المسيح”.

قدّم المطران عطا الله حنا تعليقاً سريعاً عن الكتاب مُهنئاً القس البروفيسور كتناشو بإصداره القيّم الذي أغنى المكتبة العربية المسيحية.

ثم أُعطي المجال للجمهور الحاضرين، ولكل من شاهد الاحتفال عبر البث المباشر بأن يطرحوا تساؤلاتهم وتعليقاتهم، التي أجاب عليها كل من الأب جمال خضر والقس حنا كتناشو.

في الختام قدّم القس الدكتور منذر اسحق نداءً للطلبة والمعلمين للكتابة، وحثّهم أن يكتبوا وأن يكون لديهم الثقة كفلسطينيين بأن يكتبوا ويعبروا عن آراءهم. ثم دعاهم لحفل الاستقبال المتزامن مع معرض للفنانة رنا بشارة بعنوان “الطفولة المسروقة” و “زرقاوات الجبل” التي قدّمت معرضها في مبنى الكلية خلال حفل افتتاح الكتاب. وشكر القس منذر الحضور والضيوف والمتكلمين ودعاهم لشراء الكتاب وتوقيعه من قبل المؤلف.