رؤيتي كعميدة شؤون الطلبة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

رؤيتي كعميدة شؤون الطلبة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

رؤيتي كعميدة شؤون الطلبة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

شيرين عواد هلال

نحن موجودين لتدريب الناس على خدمة المسيح في العالم، وترويج المنظور الإنجيلي الفلسطيني، وتجسيد المسيح من خلال تنمية المجتمع.

انطلق مع فجر كل يوم جديد إلى بيتي الثاني في كلية بيت لحم للكتاب المقدس حيث عائلتي الكبيرة، من أجل تحقيق رؤيتنا المشتركة، وهنا تكمن السعادة حيث العطاء بلا حدود وحيث التعاون والتلاقي من أجل ترسيخ رؤية الكلية في عقول الطلبة ووجدانهم.

إن رؤية الكلية هي انعكاس لأحلامنا وطموحاتنا التي لن تتحقق من خلال الوظيفة التقليدية التي تخلو من المضامين الانسانية، فرؤيتنا تحمل في طياتها قيم سامية ومثل عليا تجسد المسيح في سلوكهم وتطلعاتهم وانتماءاتهم.

إنني أتمم عمل الله من خلال وجودي في الكلية، فقد تأسست الكلية ونمت وتطورت في قلب المدينة المقدسة لتتمحور حول ذات الانسان ومعرفته الكاملة بالله ولرفع قدرة البشر على الاحساس بالآخر وبمعاناته واحتياجاته.

أهم المخرجات التربوية والروحية التي أرجو أن يتسلح بها كل خريج وخريجة يأتي ترتيبها على النحو التالي:

أولاً: مفهوم العيش المطلق لله وليس التكلم عنه كلاهوت أو نظرية بل أن يعيش هذا الإيمان. لا نريده إيمانا مؤقتا بل ايمانا أزليا لأن الإنسان لا يكون شهادة حية لشهر أو حتى سنة بل مسيرة كاملة متكاملة.

ثانياً: مفهوم القيادة التي لا تتمحور حول المركز وهذه رسالة جوهرية لكل طالب وطالبة بحيث يكون بمقدورهم الامساك بزمام المبادرة والقيادة في كافة أماكن تواجدهم، في البيت ومكان العمل وحتى في الوسط الاجتماعي لأن القيادة الحكيمة التي تستند على أسس أخلاقية سليمة تستطيع إحداث التغيير الايجابي من خلال التواصل المباشر والغير مباشر والذي يمتد تأثيره إلى كافة الشرائح في المجتمع.

بالإضافة لمفهوم القيادة لا نستثني دور المرأة في التنمية حيث أن احترامنا للمرأة هو أولوية نجسدها عمليا من خلال توفير الفرص المتكافئة بين الرجل والمرأة في مجالي التوظيف والارتقاء في المناصب وفقا للقدرات والكفاءات حيث تصل نسبة المنخرطات في العمل بين 60-70% وهذا بدوره يعكس الثقة التي تتمتع بها المرأة انطلاقا من قيم العدالة والمساواة والاحترام والتقدير.

ثالثاً: حلم الهجرة، يطمح معظم الشباب الى الهجرة سعيا وراء مستقبل أفضل هربا من الاوضاع الاقتصادية والسياسية التي تحد من قدرتهم على تحقيق أحلامهم فتبدأ رحلة الهجرة بالخطوة الاولى وهي الدراسة في الخارج يتبعها الاستقرار وبناء عائلة جديدة بعيدا عن أرض الوطن وفي الوقت نفسه يلازمهم الاعتقاد أنهم ينعمون براحة البال والاستقرار المادي.

كمعلمة ومواطنة أعيش في ظل نفس الظروف القاسية، أتعاطف مع هذه الفئة وأقدر لهفتهم للبحث عن مستقبل أفضل، لكنني في الوقت نفسه لا يغيب عن بالي ما ورد في الكتاب المقدس عن فلسطين بلاد اللبن والعسل أي بلد النعم والخيرات.

إذن كيف لا نرى خيرا في بلادنا ونحن عمادها وقوتها؟ يجب ألا تحبطنا الاوضاع الاقتصادية والسياسية، نحن نريد أن نرى الخير في هؤلاء الناس الذين هم ملح الارض لأننا إن فقدنا الملح فبماذا نملح؟ بمعنى إن لم تكن لدينا رسالة بأن الجميع يخلصون فأين رسالتنا؟

أخيرا وليس آخرا أريد ان أرى جميع الطلبة في مراكز قيادية من أجل احداث التغيير الذي يؤدي الى تحقيق قفزة نوعية في المجتمع الفلسطيني لأن الهنا إله نجاح وليس إله فشل.