بقلم أميرة فرهود

غدير خوري، أم لثلاثة توائم وموظفة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، وهي مصدر إلهام لنا. فهي أم لثلاثة أولاد، وزوجة قس، وموظفة تسجيل ملتزمة وجادة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس.

قمت بمقابلة مع غدير لمعرفة كيف تقوم برعاية التوائم الثلاثة، بينما تعمل وترعى الكنيسة مع زوجها.

أنا: ماذا كان رد فعلك الأولي عندما علمتِ بأنك حامل بثلاثة توائم؟

غدير: رد فعلي الحقيقي؟ حسنا، لقد شعرت بالرعب! بعد فحصي الأول، قال لنا الطبيب بأننا من دون شك سنحصل على توأم، ولكن في أعماق قلبي شعرت أنني لم أكن حاملا فقط بتوأم، بل كان هناك مخلوق أصغر موجود أيضا! وانتهى الأمر بأن كان شعوري صحيحا! بعد أن ذهبنا لعمل الفحص الطبي الثاني، أخبرنا الطبيب أنا وزوجي بأننا كنا نتوقع ثلاثة توائم! كنت مرعوبة؛ لم أعرف ماذا أفعل. شعرت بمسؤولية كبيرة على كتفي!

أنا: كم عمر أطفالك الآن؟

غدير: عمر أولادي سنة واحدة وشهرين. فقد ولدوا في 15 ديسمبر 2015.

أنا: أنا أعرف أن لأولادك أسماء خاصة ومميزة جدا، وكل اسم له قصة مختلفة. فأخبرينا المزيد عن كيفية اختياركم للأسماء ولماذا؟

غدير: يوحنا، وإيتاي، وأندرو. كان الاسم الأصلي الذي اخترناه ليوحنا هو “جود”، ولكن بعد أن أنجبت، لم تكن حالته الصحية جيدة على الإطلاق، ولمدة أربعة أشهر مكث في المستشفى. وكنبوءة على حياته، أسميناه يوحنا، وهو ما يعني “الله الرحيم.” وحقا، فإن الله الذي رحمه، قد شفاه بطريقة معجزية. أما اسم “إيتاي” فهو اسم كتابي، والذي يعني “الله معي”. لقد شعرت بأنه كان وعد من الله بأنه سيكون دائما مع عائلتي. وأندرو هو اسم واحد من التلاميذ، حيث أن زوجي أراد أن يحمل واحد من أولادنا اسم واحد من تلاميذ يسوع.

أنا: كم ساعة من النوم حصلتِ عليها في السنة الأولى؟

غدير: حسنا، هذا قد يفاجئكم. فكأم عاملة، أشعر بالتعب خلال اليوم بين عملي، والأولاد، وبيتي. لذلك، عندما تدق الساعة العاشرة ليلا، أنا أغفو على الفور وأستيقظ في صباح اليوم التالي في الساعة السابعة لأذهب إلى العمل. فألتف إلى جانبي نحو زوجي وأسأله، “كيف كانت ليلتك” فيضحك هو ويجيب: “يا إلهي! صعبة جدا!” فزوجي هو الذي يستيقظ في الليل من أجل الأولاد، وليس أنا.

أنا: هل يوقظ الأولاد بعضهم البعض باستمرار؟

غدير: لا، هم لا يفعلون ذلك. أعتقد أنهم يعرفون ويشعرون بأنهم ليسوا الطفل الوحيد في المنزل، وهم يحترمون ذلك. فإذا استيقظ أحدهم، بقي الآخرين نائمين، إلا إذا كانوا جائعين أو بحاجة إلى تغيير!

أنا: لقد ذكرت قبلا أن زوجك هو الذي يستيقظ في الليل من أجلهم. كيف يساعدك أيضا؟

غدير: زوجي هو نعمة من الله. فهو يساعدني كثيرا. لا يوجد هناك أعمال أقوم بها وحدي كأم، أو أعمال يقوم بها وحده باعتباره الأب، فنحن نفعل كل شيء معا للأولاد. فالمتوفر هو الذي يقوم بالعمل.

أنا: كيف توازنين بين عملك الخاص، والأولاد، ومنزلك؟

غدير: في البداية، لقد ناضلت لأقرر ما إذا كنت أبغي العودة إلى العمل أو البقاء مع أولادي لأنهم بحاجة لي. ما وضع السلام داخل قلبي هو أن الأولاد موجودون في المنزل، ولن أضطر لوضعهم في حضانة. لذلك، عدت للعمل في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، حيث أنه من الصعب جدا الموازنة بين كل من عملي والأولاد. ولكني أشكر الله لأنه يعلم مقدار تحملي، وخلال هذا الوقت، أعطاني النعمة التي أحتاجها للتعامل مع الوضع.

أنا: إننا لا نرى كل يوم نساء ينجبن ثلاثة توائم. ألا يجعلك ذلك امرأة مميزة جدا! ما هو برأيك أكبر فرح وأكبر تحدي لإنجاب ثلاثة أطفال في وقت واحد؟

غدير: الوضع نفسه هو غريب، بطريقة جيدة طبعا. عندما أراهم يلعبون مع بعضهم البعض في المنزل، ويقومون بإصدار أصوات لطيفة، أو أشاهد كل واحد منهم يقوم بخطوة جديدة قد تعلمها، ذلك يجعل قلبي يغني فرحا! ناهيك عن أنه بسببهم، أصبحت مشهورة جدا الآن! ولكنه أمر صعب. عادة ما يسألني الناس إذا كنت أقوم بكل شيء لهم مرتين، فأرد: “لا، أنا أقوم بكل شيء ست مرات في اليوم!”

أنا: ما هي الصفات التي يجب أن تمتلكها الأم الجيدة؟

غدير: ذلك يعتمد على الطريقة التي ترغب كل أم بتربية أطفالها، ولكن أهم شيء بالنسبة لي هو جعلهم يرون يسوع من خلال روتين حياتي اليومي. أريد أن أكون مثالا حقيقيا ليسوع من أجل أولادي. وهذه مسؤولية كبيرة وخاصة بأنني زوجة قس، والأولاد هم أولاد قس. أنا حقا أريد لهم أن يعرفوا المسيح جيدا، وأن يكبروا ليصبحوا مسيحيون ملتزمين.

أنا: ما هي أفضل نصيحة قد تلقيتها عن الأمومة؟

غدير: أفضل نصيحة تلقيتها من الناس هي لا نصيحة، فأنا لم أجد أي نصيحة من التي قد أعطيت لي جيدة ومفيدة. فمن دون وعي، اعتاد الناس على تثبيط عزمي حيث أنهم لا يعرفون حقيقة الوضع الذي أواجهه كل يوم.

أنا: هل يحتشد الناس من حولك في الأماكن العامة، ليمطروكِ بالأسئلة؟

غدير: أشعر بالحرج أكثر الأوقات حينما أكون محاطة بالناس، وأنا عادة ألغي أي خطط في العلن لأنني أعرف أنني عندما أدخل الأماكن العامة، يحدق الناس بي وبأولادي الثلاث. ويزعجني بعض الناس بأسئلتهم، مثل “كيف تقومين بذلك؟”، وأحيانا تكون بعض الأسئلة أكثر شخصية. ولكن هناك بعض الناس اللطيفين جدا بابتساماتهم وردود فعلهم.

أنا: الآن بما أن لديك ثلاثة أطفال رائعين، هل أنت سعيدة بحدوث ذلك بهذه الطريقة، أم هل كنت ترغبين لو جاءوا بمزيد من الوقت بين كل منهم؟

غدير: أنا سعيدة أنهم جاءوا في وقت واحد. هو أمر يخص المرأة، فأنا سعيدة بأنني لست بحاجة لأن أقوم بعملية الحمل مرة أخرى، أو بمواجهة آلام الولادة. فلقد انتهيت! ولكني في بعض الأحيان ما زلت أعتقد أنه لو جاء كل منهم لوحده، فسيحصل كل منهم على المزيد من اهتمامي وعاطفتي ووقتي. فأنا أشعر بأن محبتي ووقتي تنقسم إلى ثلاثة في الوقت الحالي.

بعد كل شيء، أنا حقا أشكر الله على رحمته. لقد تخطينا أوقات صعبة مع صحة يوحنا، وتربية ثلاثة أولاد في آن واحد، ورعاية الكنيسة، والعمل. هو لا يزال الرحيم والأمين. وهو لم يتركنا كما وعد، وعلى الرغم من انه لا يزال وقتا عصيبا للغاية، فنحن نختبر الله في كل يوم من حياتنا.