كل الأشياء تعمل معاً للخير، الخير من وراء الألم

كل الأشياء تعمل معاً للخير، الخير من وراء الألم

كل الأشياء تعمل معاً للخير، الخير من وراء الألم

بقلم مدلين شماس.

“لماذا كل هذا الألم يا رب؟ أين أنت؟ هل أنت إله محب كما نسمع ونتعلم؟ إن كنت إله المحبة، فلماذا اذاً تسمح بكل هذا الألم وبمعاناة الأبرياء؟ لماذا تصيبنا الكوارث من حيث لا نعلم؟ هل ترى وهل تكترث لمعاناتنا هل تسمع صراخ شعبك المتألم؟ لماذا علينا أن نمر بهذه الفترة ونتحمل الألم؟ هل الألم كله سلبي ومضر أم هناك جانب ايجابي يمكننا ان نحصده من جراء اختبارنا له؟  أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا وليس لها إجابات!

 

كيف تتعاملين مع الألم؟ أتلجأين الى الهروب، ام الى الاستسلام، أم إلى التفريغ عن الغضب؟

ما أسوأ ما يمكن ان يحصل عند الألم او بعده؟

معظم الأحيان لا نفهم لماذا يسمح الله أن نمر بالآلام  في حياتنا وخاصة ونحن في وسط هذه الآلام، فأين الخير من وراء الألم الذي أمرّ به؟  لكن عليك أن تتذكري أن لله خطة وقصد، والكتاب المقدس يورد لنا بعض هذه الأسباب:

  • ليثبت إيماننا به:

رسالة يعقوب 1:2-4″ يا إِخْوَتِي، عِنْدَمَا تَنْزِلُ بِكُمُ التَّجَارِبُ وَالْمِحَنُ الْمُخْتَلِفَةُ، اعْتَبِرُوهَا سَبِيلاً إِلَى الْفَرَحِ الْكُلِّيِّ. وَكُونُوا عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ هَذَا يُنْتِجُ صَبْراً.  وَدَعُوا الصَّبْرَ يَعْمَلُ عَمَلَهُ الْكَامِلَ فِيكُمْ، لِكَيْ يَكْتَمِلَ نُضْجُكُمْ وَتَصِيرُوا أَقْوِيَاءَ قَادِرِينَ عَلَى مُوَاجَهَةِ جَمِيعِ الأَحْوَالِ”.

  • ليقدسنا: عبرانيين ٣:١٢-١٠ لأجل مصلحتنا في أن نشترك في قداسته.
  • ليُبدّد كبرياءنا: كما أعطي الرسول بولس شوكة في الجسد ٢كورنثوس ٧:١٢-١٠
  • لكي يوحّدنا: لأن في وحدتنا شهادة وقوة عظيمة للعالم، (يوحنا ٢٣-١٧). لنتوحد بالرب يسوع  ومع بعضنا البعض “وَكَانَ الْمُؤْمِنُونَ كُلُّهُمْ مُتَّحِدِينَ مَعاً”.
  • لكي ننموا وننال قوة: قال أحد الوعّاظ : “ان لم نفعل ما يوصينا الله في اعمال الرسل ٨:١ فانه سيسمح لأعمال الرسل ١:٨ ان يتم فينا”.

إذاً يسمح الله بالألم نعم وقد قال الرسول بولس بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله (اعمال ٢٢:١٢) إذاً هل نقبل الالم؟ إن علمنا أننا نتألم بحسب مشيئة الله فإننا نستطيع ان نتقبل أي ألم يأتي علينا.

“وَإِنْ كُنَّا الآنَ نُشَارِكُهُ فِي مُقَاسَاةِ الأَلَمِ، فَلأَنَّنَا سَوْفَ نُشَارِكُهُ أَيْضاً فِي التَّمَتُّعِ بِالْمَجْدِ”. هل يعني هذا لكي أي شيء؟ المشاركة في الالم لنشارك الرب يسوع في المجد! طبعاً عندما نكون في الوضع المؤلم صعب أن نعيش الحق الكتابي، ولكن عندما ندرك أن لا حول ولا قوة إلا أن نسلم لمن فيه القوة والقدرة فعندها فقط نرتاح, فهو يريد أن نننظر الى العون الآتي من السماء.

فهل يتحول نظرك للتتطلّعي الى السماويات؟ هل ستقولين مع الرسول بولس “فَإِنِّي مُقْتَنِعٌ بِأَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لَيْسَتْ شَيْئاً إِذَا قِيسَتْ بِالْمَجْدِ الآتِي الَّذِي سَيُعْلَنُ فِينَا”؟

قال الرسول بطرس “ما أَجْمَلَ أَنْ يَتَحَمَّلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حِينَ يَتَأَلَّمُ مَظْلُوماً، بِدَافِعٍ مِنْ ضَمِيرِهِ الْخَاضِعِ لِلهِ”! (١بطرس ١٩:٢)

فَإِنْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ لَكُمْ أَنْ تَتَأَلَّمُوا، فَمِنَ الأَفْضَلِ أَنْ تَتَأَلَّمُوا وَأَنْتُمْ تَفْعَلُونَ الْخَيْرَ لَا الشَّرَّ.    (١بطرس١٧:٣).

ما هو الحل ؟؟

إِذَنْ، عَلَى الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ وَفْقاً لإِرَادَةِ اللهِ، أَنْ يُسَلِّمُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْخَالِقِ الأَمِينِ، وَيُوَاظِبُوا عَلَى عَمَلِ الصَّلاَحِ! (١بطرس ١٩:٤). إذاً هل نقبل الالم بفرح كما قال يعقوب (يعقوب ٢:١) “يَا إِخْوَتِي، عِنْدَمَا تَنْزِلُ بِكُمُ التَّجَارِبُ وَالْمِحَنُ الْمُخْتَلِفَةُ، اعْتَبِرُوهَا سَبِيلاً إِلَى الْفَرَحِ الْكُلِّيِّ”.

“طُوبَى لِمَنْ يَتَحَمَّلُ الْمِحْنَةَ بِصَبْرٍ. فَإِنَّهُ، بَعْدَ أَنْ يَجْتَازَ الامْتِحَانَ بِنَجَاحٍ، سَيَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ مُحِبِّيهِ”! (يعقوب ١٢:١).

لكن علينا ان لا ننسى ان الله وعدنا بالنصرة  ولكن قبولنا للألم هو سر نصرتنا عليه. “أَخْبَرْتُكُمْ بِهَذَا كُلِّهِ لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فَإِنَّكُمْ فِي الْعَالَمِ سَتُقَاسُونَ الضِّيقَ. وَلكِنْ تَشَجَّعُوا، فَأَنَا قَدِ انْتَصَرْتُ عَلَى الْعَالَمِ!” (يوحنا ٣٣:١٦).

هل تغيّرت وجهة نظرك للألم؟ اذا لا زلتِ تُصارعين في ادراك هذه الآيات، فصلي إلى الله ليُرسل لكِ عونا وايضاّ بروحه القدوس تنمي أكثر في كل معرفة وفهم روحي.

مقالة من مجلة “آنية بيده” التابعة لخدمة “آنية بيده” خدمة خاصة بالسيدات في كلية بيت لحم للكتاب المقدس