احتفل!

اجتمعوا ليشاركوا بعضهم في حفلة عيد ميلادهم، فقام متطوعو كلية بيت لحم الكتاب المقدس، كاي منير ووالتر برينجولفسون، بتكريس الثالث من مايو ليلة من المرح والألعاب والشراكة هدفها جمع الأموال من أجل جمعيتين خيريتين مختلفتين.

لم يتحمس يوما لفكرة حفلة عيد ميلاده، حيث يكون الانتباه منصبا عليه، ولكن كشف والتر مؤخرا (من مدونة صوتية كان قد استمع لها) عن اقتراح لعمل حفلة عيد ميلاد تهدف نحو جمع الأموال لإعطائها للجمعيات الخيرية. وحيث عَلم انه يشارك عيد ميلاده مع كاي، والتي بدورها تشاركه مشاعر مماثلة، اختار الاثنان عمل حفلة تمكنهما من الاحتفال بيومهما الخاص، وفي الوقت نفسه مباركة الآخرين في جميع أنحاء العالم.

الفكرة

نشأت الرؤية من لقاء سابق بين والتر وزائر إلى بيت لحم عبر شركة كاوتش سيرفينج. وحيث يقوم في كثير من الأحيان باستضافة أعضاء من كاوتش سيرفينج، افتتح والتر منزله لأحد مترجمي مؤسسة وايكليف للكتاب المقدس من غينيا الاستوائية. من أكثر ما دفع والتر إلى استضافة هذا المسافر هو المكان الذي جاء منه، حيث كانت غينيا الاستوائية مكان ولادة والتر في الوقت الذي كان والديه مبشرين فيها. وبكل حماس للقاء شخص كان يخدم في نفس البلد الصغير الذي ولد وأمضى السنوات الأولى من حياته فيه، رحب والتر بسرعة، بعامل وايكليف، أندرو، في منزله.

وكما لو أن لقاء شخص من غينيا الاستوائية لم يكن صدفة كافية بالفعل، فبعد قليل من المحادثة، وجدوا أن أندرو يعمل لمدرسة الكتاب المقدس التي أسسها والدا والتر خلال عملهما التبشيري في عام 1991. يشمل عمل أندرو من هذا الموقع على مساعدة مجموعات الناس ليختبروا الكتاب المقدس بلغتهم الخاصة. وبشعوره بالارتباط العميق بالمكان الذي ولد فيه جنبا إلى جنب مع لقاءه واستضافته ومصادقته لأندرو، سرعان ما علم والتر إلى أين يجب أن تذهب الأموال التي سيتم التبرع بها في حفلة عيد ميلاده. سوف تذهب الأموال التي تم جمعها نحو جهود وايكليف في المجتمعات التي يخدم أندرو معها.

أما النصف الآخر من الأموال المتبرع بها فسوف يذهب نحو مؤسسة خيرية من اختيار كاي. وبقلب كبير أيضا نحو المهمشين في المجتمع، اختارت كاي جمع التبرعات لصالح برنامج تمكين الفتيات الصغيرات في مؤسسة هولي لاند ترست في بيت لحم. ويركز هذا البرنامج على تثقيف وتطوير وإلهام النساء الفلسطينيات الشابات ليصبحن قائدات بدل من أن يصبحن مفصولات عن المجتمع، ومهمشات ومضطهدات. يشمل مخطط البرنامج على المساعدة في بناء جيل من النساء الشابات التي يتم تمكينهن ليصبحن قادة داخل مجتمعهن وعالمهن.

الحفلة

كان التجمع في مقهى على السطوح يدعى جيفانا، في شارع النجمة، بالقرب من ساحة المهد في بيت لحم. وحيث طُلب من جميع الضيوف الحضور مرتدين قبعات سخيفة وأن يحضروا تبرعا للجمعيات الخيرية بدلا من هدية أو بطاقة، امتلأ المقهى بمجموعة متنوعة من الناس. اكتمل الحفل بالموسيقى والألعاب والخطابات، ورسم تذاكر السحب والطعام اللذيذ، فكانت أمسية ناجحة! كان الإبداع المنسوج في ذلك المساء لا حدود له، وكان الضحك عنصرا أساسيا في الأمسية. وتم تقديم البطيخ بدلا من الكعكة، وحسب رغبات ثنائي عيد الميلاد، كان البطيخ مشابها في شكله للكعك!

 في النهاية

اجتمع الناس معا من مختلف مناحي الحياة ومن عدة خدمات مختلفة وأماكن عمل حول بيت لحم والقدس، في أمسية للاحتفال بحياة كاي ووالتر، بينما ساعدوا في الوقت نفسه على تعزيز حياة الآخرين محليا وخارجا مثل غينيا الاستوائية. كانت أمسية مميزة إذ أدت تحية الاحترام لكل من الحياة والرغبة في أن نرى الإنسانية مزدهرة في تلك الحياة المعطاة لنا.