من قلب بيت لحم إلى الأمم – جبرائيل حنا

من قلب بيت لحم إلى الأمم – جبرائيل حنا

من قلب بيت لحم إلى الأمم – جبرائيل حنا

جبرائيل هو مدير دائرة الإعلام في كلية بيت لحم للكتاب المقدس. وهو شخص مثمر للغاية ومكرس لعمله. وقد كتب مؤخرا كتابا بعنوان “نبض قلب فلسطيني”. قابلت جبرائيل للحديث عن كتابه الجديد ومهنته بشكل عام.
جبرائيل يعقوب حنا، من سكان بيت لحم الأصليين، متزوج من تغريد، ولديهما معا ولدان اثنان جميلان: أمير، البالغ من العمر سبع سنوات، ونيقولا، البالغ من العمر خمس سنوات. من طالب، وإلى موظف، وإلى مدير دائرة الإعلام في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، أخذه الله في رحلة صعبة ولكن رائعة.

طالب

كان جبرائيل طالبا للاهوت في كلية بيت لحم للكتاب المقدس في عام 1995. حصل على شهادة الدبلوم في البداية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لمدة ثلاث سنوات لدراسة الموسيقى في ولاية فلوريدا. عاد بعدها إلى كلية بيت لحم للكتاب المقدس، وواصل دراسته ليحصل على درجة البكالوريوس في دراسات الكتاب المقدس. ولاحقا، حصل على درجة الماجستير في القيادة المسيحية من كلية بيت لحم للكتاب المقدس كذلك.
“لم يكن لي علاقة بالصحافة أو وسائل الإعلام، ولكن الله فتح أمامي الأبواب لدراسة الصحافة والإعلام. وبكل تواضع، كنت الأفضل في صفي وحصلت على أعلى الدرجات. فحتى في مدينة بيت لحم الصغيرة، يستطيع الله أن يفتح أبوابا كبيرة “.

موظف

بعد تخرجه من برنامج وسائل الإعلام، أصبح جبرائيل موظفا في كلية بيت لحم للكتاب المقدس. إذ اختاره قادة الكلية ليكون مساعد إنتاج، ومديرا، ومنسق برامج. كما طُلب منه أن يكون مضيفاً لبرامج تلفزيونية كانت قد بدأتها إدارة الإعلام في ذلك الوقت، والتي تحدثت عن النساء وحقوق الإنسان والأطفال والمراهقين، ومواضيع مختلفة أخرى تهُم المجتمع.

مدير

في وقت لاحق، أصبح جبرائيل مديرا لدائرة الإعلام، وكان دائما يعطي المجد لله في كل ما أنجزه. وبالنسبة إلى بيته الثاني، كلية بيت لحم للكتاب المقدس، يقول:
“لا بد لي من الإشارة هنا، أن دائرة الإعلام كانت واحدة من الدوائر الإعلامية الأولى في المدينة. لقد بنيناها بأيدينا. نحن دهنا الجدران، ووضعنا فيها الأثاث وكل شيء، حتى أصبحت قسما لتطوير وبناء المجتمع. ومن ثم بدأنا في البث على القنوات التلفزيونية المحلية، ووصلنا بعدها إلى القنوات الفضائية، مثل القناة الفلسطينية، وقناة سات 7، والحياة، والكرمة. نحن نحاول زرع البذور، والروح القدس سوف يُكمل العمل”.

ادرس معنا!

تُعد دراسة الصحافة والإعلام في كلية الكتاب المقدس فرصة ذهبية للطلاب في فلسطين. فالإعلام هو فرصة جيدة من شأنها أن تفتح الأبواب لك ولحياتك المهنية.
“أنا أعامل الطلاب كما أود أن أعامل لأنني كنت طالبا يوما مثلهم تماما. في قسمنا، نختار فقط عددا قليل من الطلاب كل سنتين حتى نتمكن من منحهم اهتمامنا الكامل. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج كل طالب إلى كاميرات ومعدات مختلفة لتطبيق ما يدرسون بطريقة عملية، وحاليا نحن لسنا قادرين على توفير أعداد كبيرة من المعدات والكاميرات. لذلك، فإننا نركز على هذه المجموعة الصغيرة من الطلاب. ويجد معظم طلابنا وظائف في مجال الإعلام عندما يتخرجون. إنني أشجع كل من لديه شغفا لوسائل الإعلام والصحافة الانضمام إلى صفوفنا هذا العام المقبل “.

كتاب “نبض قلب فلسطيني”

وكما قلت، أصدر جبرائيل حنا مؤخرا كتابا بعنوان “نبض قلب فلسطيني” وهو كتاب يحتوي على أربعة وعشرين تأملاً من الكتاب المقدس حول قضايا متعلقة بحياتنا اليومية.
“أنا أفكر كثيرا، والتفكير يجعلك تبتكر الأشياء. نقوم في الكلية، حيث أعمل، بعمل تأملات صباحية يومية. ويطلبون مني أن أشارك في تأمل في بعض الأحيان، وهذا يجعلني أعد تأملاً مدته خمسة عشر دقيقة لأشاركها مع زملائي في العمل. وعلى مر السنين، كتبت عشرات من التأملات القصيرة، وقررت جمعها في كتاب عبادي، وهكذا جاء “نبض قلب فلسطيني” إلى الحياة. هذه التأملات هي شهادات حقيقية تتحدث عن الحياة الفلسطينية من خلال عيون الكتاب المقدس “.
ولأن جبرائيل كان مضيفا تلفزيونيا لسنوات، فقد التقى بالكثير من الناس المحتاجين والذين يعانون من مشاكل داخل المجتمع الفلسطيني. لذلك، في كتابه، تحدث عن الكثير من التحديات والنضالات التي يواجهها شعبه من خلال منظور الكتاب المقدس. لقد أراد أن يثبت أن الكتاب المقدس، والذي كُتب منذ آلاف السنين، لا يزال يتواصل مع ويعالج صراعاتنا اليوم.
كُتب الكتاب باللغة العربية البسيطة، ليصل إلى قلوب الناس، وهو قريب جدا من الواقع الفلسطيني. المسيحيون والمسلمون يقرؤون الكتاب، وهم يحبونه. وهو بذلك يحقق فعلا الغرض الذي كُتب من أجله.

كلمة أخيرة

“في فلسطين، من قلب مدينة بيت لحم الصغيرة، تمكنت من الدراسة والعمل والزواج وبناء أسرة. لقد عشت حياة مشرفة وجميلة في المكان حيث يقوم الجميع إما بتركه أو يخاف أن يأتي لزيارته. أنا، نفسي، حاولت أن أعيش في أمريكا لمدة ثلاث سنوات، ولكن انتهى بي الأمر بالعودة إلى وطني. لقد اعتقد الناس بأنني مجنون، إذ تركت شواطئ فلوريدا وعدت إلى سجن كبير في بيت لحم؛ ولكن بالنسبة لي، كان العيش خارج أرضي هو السجن “.
“إلى جميع الشباب: اذهبوا وطوروا أنفسكم. أدرسوا في الخارج. ولكن تذكروا دائما بأن تعودوا إلى وطنكم. فهو يحتاج لكم. لأنه إذا رحل الملح من الأرض، فكيف يمكن أن يملّح مرة أخرى؟ إنه لن يعود صالحا لأي شيء! “