حكايات أمل من وسط المأساة: طلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس يزورون اللاجئين العراقيين في الأردن

من يستطيع أن يشعر معك بشكل أفضل من شخص قد مرّ بنفس التجارب التي اختبرتها؟ ومن يستطيع أن يشعر بلاجئ عراقي أفضل من لاجئ فلسطيني؟

ذهب ثلاثة عشر من طلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس، جنبا إلى جنب مع عميدة الطلاب، السيدة شيرين هلال، والأخصائي الاجتماعي في جمعية الراعي، السيد سري زيدان، إلى الأردن الأسبوع الماضي للخدمة بين اللاجئين العراقيين هناك.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تنظم فيها جمعية الراعي بالتعاون مع كلية بيت لحم للكتاب المقدس رحلات تبشيرية بين اللاجئين في الأردن. إذ تقوم جمعية الراعي بتنظيم رحلتين سنويا إلى الأردن لزيارة اللاجئين السوريين والعراقيين الذين هربوا إلى الأردن بسبب الحرب الأهلية والاضطهاد الذي يحدث في بلدانهم. فلسطينيون من موظفي وطلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس وجمعية الراعي يذهبون كل عام للوقوف مع اللاجئين. هم يظهرون لهم محبتهم من خلال الوقوف معهم في آلامهم، والصلاة معهم، وتزويدهم بالاحتياجات الأساسية مثل الطعام والبطانيات. ومن المدهش مقدار ما يتلقونه في المقابل.

من خلال عيون طلابنا

“كانت إحدى العائلات التي زرتها هذه المرة عائلة عراقية مسيحية كانت تعيش في العراق. وقد هربوا إلى الأردن بعد أن أوقف أحد رجال داعش الزوجة في أحد الأيام أثناء تمشيها في الشارع، وبدأ بضربها ولعنها لأنها لم تكن ترتدي الحجاب. ضربها بشدة، حتى كسر أنفها. وهكذا انتقلت العائلة إلى الأردن بعد ذلك الحادث، وبقيت الزوجة تعالج من تلك الصدمة على مدى عامين. لقد انتقلوا إلى الأردن دون ابنتيهما اللواتي انتقلن إلى كندا. والآن، هم يعملون على الحصول على تأشيرات سفر إلى كندا حتى يتمكنوا من لم شملهم مع بناتهم.

كان أكثر ما أثر بي هو ما قالته لنا العائلة عدة مرات عن ما يحدثنا عنه الكتاب المقدس، بأنه سيكون هناك ضيق، ولكن بعد الضيق، ستشرق الشمس. كنا نعلم بأن أفراد هذه العائلة مؤمنون جدد. وقد طلبوا منا أن نصلي من أجل السلام والأمن، ومن أجل أن يتم جمعهم مع بناتهم مرة أخرى.

علّمني هذا الاختبار بأننا نأخذ الكثير في حياتنا كأمور مفروغ منها، مثل العيش مع عائلاتنا. هي أمور صغيرة تلك التي لا نفكر حتى بشكر الله عليها، ولكن عندما رأيت هذه الأسرة تصلي وتنتظر رؤية بناتها مرة أخرى، والجلوس على طاولة واحدة معهم لتناول العشاء مرة أخرى، شعرت كم أنني آخذ حياتي أمرا مفروغا منه. فلطالما سألت الله أن يقدم لي الكثير بينما كنت بحاجة إلى أن أشكره على مئات البركات التي أمتلكها في حياتي”.

رنين قمصية، طالبة دراسات كتاب مقدس

“لم تكن هذه المرة الأولى التي أذهب فيها إلى الأردن للخدمة بين اللاجئين السوريين أو العراقيين. فقد زرت عشرات الأسر، وسمعت قصصهم الصعبة، وضحكت وبكيت معهم، وبذلت قصارى جهدي لأشعر بألمهم. ولكن هذه الزيارة كانت استثنائية، وخاصة زيارتي لهذه العائلة على وجه التحديد. عبد الوديع هو لاجئ عراقي يعيش مع زوجته وابنه في الأردن، وهو شخص متواضع جدا ولطيف. أخذت معي الغيتار وقمنا بالترنيم وتسبيح الرب بثلاث ترانيم عبادية في منزله. لمست آخر ترنيمة قلبه، وشعرت بأنه على وشك البكاء، إذ كانت النظرة التي في عينيه بينما كان يرنم هذه الترنيمة غير عادية. وعندما صلينا معه، قًبِل الصلاة وتفاعل كثيرا مع الكلمات التي خرجت من أفواهنا. قدمنا ​​له الكتاب المقدس كهدية، ثم اكتشفنا أنه لا يستطيع القراءة جيدا، فقدمنا له الكتاب المقدس المسموع. وقد قبل الهدية بسعادة وامتنان، لأنه قد بات باستطاعته الآن أن يستمع إلى كلمة الله. ”

علاء خير، طالب دراسات كتاب مقدس

 

“زرت عائلة عراقية كان الموت باديا في عيونهم. هاجم إرهابيو داعش منزلهم، وبدؤوا بإطلاق النار عشوائيا، لكنهم هربوا منهم بأعجوبة. ما لمس قلبي هو الأمل الذي لا يزالون يملكونه. فما حدث معهم كان شيئا غير عادي. أن يوجد رجل مسلح داخل منزلك يطلق النار عليك لهو شيء لا يحدث دائما، وهو شيء من الصعب أن يُغفر أو يُنسى. ولكن، يجعلني كل هذا أؤمن بأن الله لا يزال مسيطرا، وهم اليوم على قيد الحياة يسبحون ويعبدون الله. فهو حقا مسيطر على كل تفاصيل حياتنا، وهو لن يتركنا أبدا. لقد شعرت بالحرج من نفسي، فهؤلاء الناس يتعرضون للاضطهاد، وقد تركوا منازلهم وممتلكاتهم ورائهم، وجاءوا إلى الأردن، وما زالوا يثقون في الرب. ففي حين أنني أواجه أحيانا مشاكل في حياتي اليومية تجعلني أشك في وجود الله، ما زال هؤلاء الناس، وبعد كل ما واجهوه، يثقون في الرب، ويؤمنون بأنه هو المسيطر على كل شيء. لقد كانوا هم البركة لي وسببا للتغيير في حياتي! ”

رهام خير، طالبة صحافة وإعلام

 

“إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا “.

سفر الجامعة 5: 8

شيء واحد مؤكد بين كل هذه الفوضى والظلم الموجود في هذا العالم. شيء واحد لا يمكن إنكاره كحق وجدير بالثقة: هو. الله العالي، الله القادر، الله الذي لا يزال، وسوف يكون دائما هو المسيطر!