إليك بعض النصائح من شابة أرملة تساعدك في مواصلة حياتك

بولين دارسي عياد

أولاً: تقبلي ترملك بفرح لأنك مميزة لدى الله.

اسمحي لي بأن أناديك “أرملة” بالرغم من صعوبة / مرارة هذه الكلمة. وكثيرات منا لا يقبلنها ويرفضن الواقع. ولكن لكي تتمكني من مواصلة حياتك، عليك تقبّل واقع ترملك بكامل الرضا، وأعلمني أنك مميزة لدى الله، وأن كلمة “أرملة” قد ذكرت 64 مرة في الكتاب المقدس في 62 آية. 13 مرة في العهد الجديد و51 مرة في العهد القديم، فكم أنت محبوبة ومميزة لديه.

ثانيا: افرحي بربك يسوع المسيح.

يعدك ويقول في أشعياء (54: 4-5) “لا تخافي لأنك لا تخزين. ولا تخجلي لأنك لا تستحين. فإنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد. لان بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه ووليك قدوس اسرائيل إله كل الارض يدعى.” فهو السند والمعزي الوحيد لك، وهو ينتظرك دائما ليمسح كل دمعة من عينيك ويسمع تنهيدات قلبك وجراحات نفسك، فهو البلسم لجروحنا وهو سامع لصراخنا، فهو في مزمور 68: 5 أبو اليتامى وقاضي الأرامل، الله في مسكن قدسه، فكم أنت مهمة أيتها الأرملة لدى الله.

ثالثا: يسوع هو السند الحقيقي لنا.

نعم فقد فقدنا أزواجنا، وكم نشعر بالاستغلال والطمع والاضطهاد في هذا المجتمع بحجة أننا لوحدنا لا سند لنا في هذه الدنيا، ولكن ثقتنا هي أن الله سيعوضنا عن هذا الحرمان، فلا تقلقي من حال الدنيا وقساوتها وتذكري معي ما يقوله الكتاب المقدس في أشعياء 22: 22 – 25 لا تسيء إلى أرملة ما ولا يتيم. إن أسأت إليه فإني إن صرخ إلى أسمع صراخه. فيحمي غضبي وأقتلكم بالسيف. فتصير نساؤكم أرامل وأولادكم يتامى. كم أنت محمية أيتها الأرملة من هذه الدنيا الغدارة.

رابعا: اقبلي بركات الله بفرح.

الكثير منا يشعر بالخجل أو الذل عندما يقدم لنا شخص ما مساعدة، فلا تدعي مشاعرك تسير في هذا الاتجاه، واقبلي هذه البركة لأنها من عند الآب، وهؤلاء الاشخاص ما هم إلا وسيلة لتقديم العون والمساعدة لك وقت الضيق، وتـأكدي انه بقبولك هذه البركة/العطاء/المساعدة من الناس سيرد لهم الله البركات، فالله يهتم بك ويسدد كل احتياج لديك بطرق مختلفة، ويبارك من يباركونك، هؤلاء الناس فقط يطيعون كلمة الله فيقول الله في الكتاب المقدس في يعقوب 1: 27 افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم.

خامساً: ابحثي عن صديقة لك.

نحن بحاجة الى من يسمعنا، ويشعر بنا اوقات ألمنا وضيقنا وحزننا واشتياقنا لأزواجنا، نصيحتي لك أن تبحثي عن صديقة ويفضّل أن تكون أرملة مثلك، وإن أمكن أيضا ان تكون في مثل جيلك أو تكبرك بقليل، وعاشت حياة مشابهة لحياتك، لكي تستطيعي أن تفتحي لها قلبك بكل راحة وهي بالمقابل ستشعر بما تمرين به، فهي ستفهمك وتفهم ما تقولين، وربما تكون قد مرت بنفس الظروف وهي الوحيدة التي تستطيع أن تنصحك في ذلك الوقت. عندها تشاركان بعضكما البعض في الصلاة، فلا تتردي بالبحث عن هذه الصديقة ولتكن في طلبات صلواتك بأن يرسلها لك الرب، وسوف لا تندمين.

سادسا: لتكن لك “شريكة صلاة”.

في وسط الحزن والألم والضيق وفي وسط التجربة، غالباً ما تغفل أعيننا عن النظر إلى الله، وكثيرا ما نيأس ونشعر بأننا نبحر في قارب نجدّف فيه لوحدنا وسط البحر الهائج، ونشعر بأننا تائهون لا حول ولا قوة لنا. وننسى ما يقوله الله لنا في الكتاب المقدس، وتحديداً في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس10: 13 لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا. فنحن بحاجة إلى من يدعمنا بالصلاة ويرشدنا في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، فلتكن لك مرشدة روحية تشجعك وتساعدك في الارتفاع وقت السقوط، وتساندك بالصلاة، وترشدك روحياً ونفسياً أيضاً.

سابعاً: أحبّي نفسك!

نعم أحبي نفسك واستمتعي بحياتك، وليكن شعارك “أريد أن أعيش أنا وأولادي بفرح”، فمن حقك أن تخصصي لنفسك وقتاً للاستجمام، والاّ تشعري بالندم لأنك بمفردك، ولكي تستطيعي أن تكوني معطاءة لأولادك وتقومي بتربيتهم ورعايتهم بكل أمانه وإخلاص، لابد لك أن تكوني مرتاحة وسعيدة، أغلقي أذانك وعينيك عن كلام الناس فلا أحد يشعر بك، ولا تسمحي لأحد بأن يتدخل في شؤونك بما أنك تعيشين وتسلكين بمخافة الرب. لا تسمحي بتقييد الناس لك، ولا بأن يديروا حياتك وتربيتك لأولادك، أنت المسؤولة الأولى عن تربية أبنائك وقراراتهم، ولا أعني بذلك عدم طلب مشورة أو مساعدة من الآخرين ولكن تذكري دائما بأنك أنت المسؤولة ولا أحد غيرك وأن يسوع المسيح هو حجر الأساس لبيتك.

ثامناً: الصلاة من أجل بيتك.

صلي دائما صلاة حماية من أجل بيتك، وحصنيه بدم يسوع الغالي، صلي لكل صغيرة وكبيرة في بيتك وادعمي أولادك دائما بالصلاة والبركات، أطلقي كلمات بركة وحماية لهم، ولتكن صلاتك من أجلهم بأن يخطوا خطى الرب يسوع، وأن يملك الرب يسوع على حياتهم وقلوبهم وأن تكون لديهم مخافة الله، احلمي من أجل أولادك وادعمي احلامك بالصلاة، صلي من أجلهم أن يكونوا خدام أمناء لأبيهم السماوي، واغرسي في قلوبهم حقيقة وجود أب سماوي يهتم بهم وبكل تفاصيل حياتهم، دربيهم على اللجوء الى الرب يسوع للمشورة في اتخاذ القرارات. وعلميهم أنه عند الضيق هو لهم ملجئ حصين وذراعه مفتوحة ليضمهم الى صدره، وأعلمي بأنك مضمومة معهم لأن يسوع هو أبوك السماوي أيضاً.

تاسعا: تذكري أنك “ماما”!

نعم، فعند غياب الأب نحاول دائما أن نكون ماما وبابا معا لنقنع أنفسنا بأننا سنعوضهم عن حرمان الأب، فاعلمي بأنك أنت ماما ولا تستطيعين أن تأخذي دور الأب مهما بذلتي من مجهود، وسوف تصطدمين بالواقع، لذلك لا تتعبي نفسك بمجهود زائد أنت في غنى عنه، أنت ماما ولا تستطيعين أن تكوني غير ماما.

وفي الختام أنصحك بأن تدرسي الكلمة فهي غنية بما تحتويه من آيات معزّية لك، وقد ذكرت العديد من الأرامل في الكتاب المقدس لتتمثلي بهنّ، الله يريدك أرملة التي هي بالحقيقة أرملة حسب قلب الله فيقول في الكتاب المقدس في تيموثاوس 5: 5 ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً، وأيضاً في 1 تيموثاوس 5: 10 مشهوداً لها في أعمال صالحة أن تكون قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين واتبعت كل عمل صالح.

فتمثلي بأرامل الكتاب المقدس:

  • فكوني مثل نُعمي، الحماة التي تكنّ المحبة لكنّتها وكانت بركة لحياتها برغم الحزن والألم، إلا أنها كانت شهادة قوية لحقيقة وجود الله، فلم تترك بيتها من دون أن تعرّف أهله على الله، فعرفت راعوث إله اسرائيل عن طريقها.
  • وكوني مثل راعوث التي أحبّت حماتها حباً لا مثيل له, كوني مثلها في الثقة بالله والإيمان بأمور لا ترى وتسليمها بالكامل لله والتمسك به والابتعاد عن الأوثان، فاختارت وفضّلت الله على أهلها وبلدها. فخوضها للمجهول كان معتمداً على ثقتها بالله وإيمانها بأن الله لا يخزيها.
  • كوني مثل أرملة صرفة، وثقي بوعد الله والإيمان بكلمته، فهو طلب منها أن تعمل له كعكة أولا فهي اتكلت على الله في هذا الوقت مع أنها أممية ولكن سماعها بإله اسرائيل جعلها تثق به، وقد أثبتت هذه الأرملة أن مشاركتها مع شخص آخر محتاج لم يفلس غناها كثيرا، فبارك الله طعامها كما بارك يسوع الخمسة أرغفة والسمكتين.
  • كوني مثل حنة النبيّة، التي لم تشكّ في محبة الله لها حتى عندما سمح بحرمانها من زوجها، ولم توجه اليه اللّوم، بل تقبّلت ذلك برضا وخضعت لحكمته في حياتها، فكرّست حياتها للخدمة والصلاة والتشفع من أجل الآخرين. وهي كما وصفها بولس الرسول بأرملة التي هي بالحقيقة أرملة.
  • كوني مثل أرملة وعاء الزيت، التي وثقت بأن الله سيسدد احتياجها، وذهبت إلى أليشع رجل الله وكانت على ثقة بأن الله سيسدد احتياجها عن طريق اليشع، أطاعت وفعلت كما أمرها رجل الله، فطاعتها لكلمة الله كانت الطريق الوحيد للسير في أمان فالرب يسوع هو الطريق والحق والحياة، وكانت صادقة فقالت له كل ما فعلت وكم جرة ملأت من الزيت وباركها وقال لها اذهبي وبيعي كل الزيت واوفي ديونك وعيشي أنت وأولادك بما تبقّى.
  • تمثلي بالأرملة ذات الفلسين. فالمعطي المسرور يحبه الله. ومن احتياجها قدّمت كلّ ما تملكه، والرب بارك هذين الفلسين ووضعهما في الكفة الراجحة.
  • كوني لحوحة مثل الأرملة اللحوحة وقاضي الظلم، ولا تيأسي، واستمري بالطلبات لدى الله، فالله سينصفك في وقته.

بقلم بولين دارس عياد

مأخوذ من مجلة آنية بيده- مجلة موسمية للمرأة تابعة لكلية بيت لحم للكتاب المقدس