خطوة نحو المعاناة: المؤتمر السنوي لطلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس 2018

خطوة نحو المعاناة: المؤتمر السنوي لطلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس 2018

خطوة نحو المعاناة: المؤتمر السنوي لطلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس 2018

مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ!”

رومية 10: 15

كان لقاء طلابنا هذا العام مختلفًا عن المعتاد: فقد ذهبوا إلى الأردن للخدمة بين اللاجئين السوريين والعراقيين. لقد خطو خطوات خارج المألوف، وذهبوا لتشجيع والاستماع والشعور مع هؤلاء اللاجئين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم وبلدانهم بسبب الحرب والاضطهاد.

بدعم من رئيس الكلية القس الدكتور جاك سارة، الذي ذهب مع الطلاب، وجمعية الراعي، والتي هي اليد المساعدة لكلية الكتاب المقدس، زار طلابنا منازل اللاجئين في عمان، الأردن. حيث استمعوا إلى قصصهم وصلّوا معهم. فكانت بركة لكل من اللاجئين والطلاب أنفسهم أيضا.

استمتع بقراءة بعض شهادات الطلاب:

لم تكن هذه المرة الأولى التي أزور فيها اللاجئين في الأردن، لكنها كانت الأكثر تميزا، لأننا في هذه الرحلة خدمنا بين الأطفال والشباب. كان رائعا بالنسبة لي ولزملائي عندما رأينا أن مهمتنا وهدفنا هو جلب يسوع إلى قلب كل طفل.

غيرت هذه الزيارة الطريقة التي أرى بها الحياة وأعيشها. لقد تعلمت درساً لن أنساه أبداً لبقية حياتي وهو أن كل ما أملك في هذه الحياة هو بلا قيمة، وكل الأشياء التي نسعى جاهدين للوصول إليها لن تبقى معنا في النهاية. لذلك، قررت إعادة حساباتي والعمل بجد من أجل الوصول إلى الحياة الأبدية مع يسوع.

في كل مرة نذهب للخدمة بين اللاجئين لتشجيعهم، أنا التي تعود ممتلئة بالقوة والتشجيع. هذا يعطيني حافزًا قويًا حتى لا أتوقف عن دعوتي التي دعاني إليها الرب يسوع: “ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ“. متى 28: 19

بيرتا الشوملي، طالبة في السنة الرابعة من دراسات الكتاب المقدس.

عبّر إبراهيم، أحد طلابنا في قسم الصحافة والإعلام، عن مشاعره بطريقة جميلة جداً:

هؤلاء الناس يعيشون في منازل لا تقوى جدرانها على حملها بسبب الكم الهائل من المعاناة والألم الذي يواجهونه! لقد رحبوا بنا بتحيات حارة بينما تخفي عيونهم الكثير من الألم، أكثر مما يمكن لأي شخص التعامل أو العيش معه. وعندما تصل إلى النقطة التي فيها يخبرونك عن قصصهم، وكيف فروا من منازلهم، لا يسعكم إلا البكاء بمرارة! فتشعر بداخلك أنك تريد بأي طريقة كانت أن تقلل من تلك الدموع وتشاركهم كمية الألم الكبيرة التي يعيشونها! في نهاية زيارتنا، عندما يبتسمون ابتسامة أمل، لا يسعني إلا التفكير في البذرة الصغيرة التي تموت في الأرض لتعود أكثر حياة من أي وقت مضى! لا أستطيع إخراج هؤلاء الناس من قلبي أو من صلاتي!”

“إنها واحدة من أقرب الخدمات إلى قلبي، ولم تكن هذه المرة الأولى لي. في كل مرة أذهب إلى الأردن وألتقي باللاجئين السوريين والعراقيين، أتعلم شيئاً جديداً ومختلفاً! هو حقا لشيء صعب جدا الاستماع إلى قصصهم الحزينة، ورؤية كمّ الدموع التي يسكبونها وهم يتذكرون كيف فروا من منازلهم تحت الصواريخ والبنادق. كان تحديا لي أن أستمع إلى كل هذا الألم والمعاناة، وأن أكون قادرة على تشجيعهم والتأكيد لهم بأن الله لا يزال هو المسيطر، بينما نصلي معهم“!

رنين قمصية، طالبة دراسات كتاب مقدس.

وقال ألفرد غوالي، طالب في قسم دراسات الكتاب المقدس، أن هذه الرحلة كانت أصعب وأروع أيام حياته: “لقد تباركت وكنت بركة لغيري. كل ما فعلناه هو أن نسمع لهم ونصلي من أجلهم، لكنهم قدّروا ذلك كثيراً. كانوا بحاجة إلى شخص يستمع إلى آلامهم وقصصهم.

قابلت ولدين صغيرين كانا صديقين منذ كانا يعيشان في العراق. فروا مع عائلاتهم إلى الأردن، لكن إحدى العائلات سوف تغادر الأردن للذهاب إلى أستراليا بسبب الوضع الصعب الذي يعيشون فيه حاليا! شاهدت الصبيان يتحدثان عن كيف أن أحدهما سيترك الآخر. وشهدت كمية الألم والخسارة التي كانا يواجهانها ويختبرانها! وكان هذا أكثر مما أحتمل! بل أكثر من أن يحتمله أي شخص! في لحظة ما، شعرت بالعجز. كيف يمكن لأي شخص التعامل مع هذا الكم من الألم، وماذا يمكنني أن أفعل لأخذ هذا الألم بعيدا؟ كيف أساعدهم؟ أعلم فقط أنني أستطيع أن أصلي، لأن الصلوات تصنع المستحيل!”

نحن ممتنون للغاية لكل من ساعد طلابنا على خوض هذه التجربة، وفي الغالب نحن ممتنون للعائلات التي رحبت بهم في منازلهم المتواضعة بابتسامة دافئة، ولتعليم طلابنا ما الذي يجعلهم أقوياء في مواجهة أزمة الحياة بأمل وفرح! نصلي من أجل أن ينشر ويحقق رب السلام سلامه في العالم أجمع! آمين!