الجنود المجهولون وراء اعتراف الوزارة بمنهاج التربية المسيحية للصف الثاني عشر!

الجنود المجهولون وراء اعتراف الوزارة بمنهاج التربية المسيحية للصف الثاني عشر!

الجنود المجهولون وراء اعتراف الوزارة بمنهاج التربية المسيحية للصف الثاني عشر!

قررت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية إدراج منهج التربية المسيحية للصف الثاني عشر في امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” ابتداءً من هذا العام.

يُعد ادخال منهاج التربية المسيحية في امتحان الثانوية العامة، سابقة أولى من نوعها، تُجسّد العيش المشترك الاسلامي المسيحي.

تم تأليف الكتاب بالشراكة والتعاون بين وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية وممثلي الكنائس في فلسطين وقد استوفى حقه من المراجعة والتحكيم في المجالات الدينية والتربوية والتعليمية ، بحسب كتاب الوزير د. صبري صيدم.

لمزيد من المعلومات حول هذا القرار المهم، أجريت مقابلة مع الاستاذ أنطون نصار، مدير مدرسة دار الكلمة الإنجيلية اللوثرية، وأحد أعضاء اللجنة المسكونية التي عملت على تطوير منهاج التربية المسيحية.

قال الأستاذ أنطون أنه في عام 1999 قام مجموعة من المؤلفين التابعين لكنائس مختلفة بتأليف منهاج التربية المسيحية للصفوف من الأول إلى التوجيهي تحت إشراف وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، تم اعتماد الكتب من الأول إلى الحادي عشر. ولكن لم يُعتمد كتاب الصف الثاني عشر.

اعتمدت المدارس المسيحية الكتاب وعلّمته للطلاب لكن دون أن توافق عليه الوزارة وتعتمده في امتحان الثانوية العامة. وبقي هذا الوضع لسنوات طويلة. كان يوجد كتاب يُدرّس لطلاب الثانوية العامة ولكن دون الاعتراف به من قبل وزارة التربية والتعليم.

في العام 2012 تشكلت لجنة مسكونية من معلمي التربية المسيحية للصف التوجيهي، يُمثّلون الكنائس المسكونية، الكنيسة الأرثوذوكسية، والكنيسة  الكاثوليكية، والكنيسة الانجيلية اللوثرية التي مثّلها الأستاذ أنطون نصار مدير مدرسة دار الكلمة الإنجيلية اللوثرية، الذي أضاف: “تقدمنا بطلب للوزارة بأننا سنقوم بتعديل منهاج التربية المسيحية للصف الثاني عشر، لكي يُدرج في الامتحانات الوزارية بشكل رسمي”.

قامت اللجنة بتعديل منهاج التربية المسيحية، وطباعته عن طريق الأمانة العامة للمدارس المسيحية في فلسطين،  فأصبح الكتاب مُعترف به من قبل الأمانة العامة التي تشمل  جميع الكنائس والمدارس في المنطقة. وقامت اللجنة المسكونية للتعليم المسيحي بعمل امتحان موحّد شامل لجميع طلاب الثانوية العامة في المدارس المسيحية.

“قُمنا بوضع أسئلة امتحان للفصل الدراسي الأول والثاني لمدة ثلاث سنوات وقمنا بتوزيعه على المدارس من خلال ظروف مغلقة. لغاية هذه المرحلة لم تكن الوزارة قد اعترفت بعد بالمنهاج”، يُضيف الأستاذ أنطون.

في عام 2017 قامت الأمانة العامة بعمل لقاء مع وزير التربية والتعليم العالي د.صبري صيدم، ومدراء المدارس، الذي وافق على ادراج كتاب التربية المسيحية في امتحان التوجيهي، على أن تقوم اللجنة بتحضير الكتاب وتجهيزه ليتوافق مع شروط الوزارة ومواصفاتها.

وهكذا خرجت اللجنة بنسخة نهائية أرسلتها لوزارة التربية والتعليم التي بدورها أعطت الكتاب لمحكّمين من الوزارة من أجل مراجعة الكتاب وتحكيمه. وهكذا قامت الوزارة بالموافقة على اعتماد الكتاب.

وبتاريخ 9\8\2018 قام وزير التربية والتعليم بإصدار كتاب فيه يُعلن عن اعتماد منهاج التربية المسيحية في التوجيهي، ولأول مرة في التاريخ يكون هناك امتحان تربية مسيحية وزاري لطلاب الثانوية العامة.

عبّر الأستاذ أنطون عن فرحه بهذا القرار قائلاً: “هذا يُعتبر انجاز كبير على مستوى الوطن والمجتمع المحلي، لأنه برأيي مقابل عبء الامتحان الاضافي على الطالب المسيحي، هناك قبول وحضور مسيحي في فلسطين، هذا بالإضافة إلى فتح فرص لمعلمين التربية المسيحية ليكون لهم دور في كتابة الأسئلة والتصليح في الامتحان الوزاري.”

في كلية بيت لحم للكتاب المقدس ، نحن سعداء بهذا القرار! قال القس الدكتور منذر إسحق، العميد الأكاديمي في الكلية مؤكّداً: “إنها خطوة ممتازة، لأن منهج التربية الإسلامية قد تم اعتماده منذ البداية. وقد حان الوقت لأن نكون متساويين مع إخواننا وأخواتنا المسلمين. لطالما رغبت وزارة التربية والتعليم بإضافة المنهاج المسيحي، ولكن تم الأمر الآن بعد جهود الأمانة العامة واللجنة المسكونية، على تعديل الكتاب واصداره”!

طلابنا أيضًا سعداء جدًا بالقرار، حيث قالوا أن هذه فرصة كبيرة لهم لإيجاد وظائف عندما يتخرجون، لأن المدارس ستحتاج إلى المزيد من معلمي التربية المسيحية الآن أكثر من ذي قبل. إنهم يرون في أنفسهم القدرة على تدريس المنهاج لأن الكلية درّبتهم بشكل جيد أكاديميًا وروحيًا لهذه المهمة.

نحن ممتنون جدا لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية لهذا القرار، ونُقدّر العمل الشاق الذي قامت به اللجنة التي تُمثّل جميع الكنائس في فلسطين التي عملت معاً لوضع المنهج الدراسي. ودعونا لا ننسى أن المسيحية هي طريقة حياة وعلاقة وثيقة مع مخلصنا الرب يسوع وليس فقط منهاج تعليمي.