الأدلاء السياحيون: سفراء الثقافة والتاريخ

الأدلاء السياحيون: سفراء الثقافة والتاريخ

الأدلاء السياحيون: سفراء الثقافة والتاريخ

 

فلسطين هي واحدة من أهم المواقع التاريخية في العالم. إذ يأتي الحجاج والسائحون من جميع البقاع لزيارتها، وللسير في الطريق التي سار بها يسوع منذ آلاف السنين، ولزيارة الحجارة التي سكن فيها المسيحيون أولاً وعاشوا فيها، وليلتقوا بالحجارة الحية في هذه الأرض. إنها في الواقع مسؤولية كبيرة على عاتقنا بوصفنا فلسطينيون مقيمون نعيش في هذه الأرض، فنحن نحمل هذا التاريخ الكبير. ولهذا، قام مجموعة من الناس بجعله تركيزهم الرئيسي أن يخبروا العالم كله قصة الأرض، ولكن أيضا قصة الحجارة الحية (الناس الذين يعيشون) هنا.الأدلاء السياحيون هم رواة قصتنا. فهم يشاركون القصة التاريخية ويربطونها مع حياتنا الحالية للسياح الذين يأتون لسماعها.

 

برنامج الدليل السياحي في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

بدأ برنامج الدليل السياحي في كلية بيت لحم للكتاب المقدس في عام 1998، ويعتبر أحد أقدم البرامج الفلسطينية للأدلاء السياحيين. يخدم البرنامج المجتمع الفلسطيني والدولي من خلال تقديم منهج فريد يُركز على الكتاب المقدس ويدرّس باللغة الإنجليزية. يوفر المنهج التدريب المهني والتعليم والإعداد العملي للأدلاء السياحيين للأراضي المقدسة. قال الأستاذ هيثم دعيق، منسق البرنامج: “لقد تخرج 10 مجموعات من الأدلاء السياحيين منذ بداية هذا البرنامج. وقد أثر خريجونا على سوق السياحة بطريقة جيدة جدا، والشيء المميز في خريجينا هو أن لديهم معرفة جيدة جدا في الكتاب المقدس، ذلك لأننا نوفر لهم دورات مكثفة تركز على الكتاب المقدس”.

وأضاف هيثم: “البرنامج هو باللغة الإنجليزية. نحن نقدم دورات مثل علم الآثار والتاريخ، والعهدين الجديد والقديم، وأخلاقيات الإرشاد، ودورات حول الأيقونات، والرموز المسيحية، والأنواع المختلفة من الصلبان، والرحلات الميدانية، وقد قمنا بالشراكة مؤخرا مع إحدى المسارح المحلية الذي سيعطي الطلاب دورات في التحدث في أمام مجموعة. كما ندعو الكثير من المحاضرين الأجانب مثل بيتر ووكر وغيره الكثير للتحدث مع الطلاب. الهدف من البرنامج هو جعل الطالب موسوعة متنقلة! ” “يحب طلابي إجراء الجولات. أحيانًا عندما يكون لدينا مجموعات زائرة في كلية الكتاب المقدس، يأخذهم طلابي في جولة في بيت لحم، وهم يحبّون القيام بذلك. وهم يشاركون كل ما يتعلمونه مع المجموعات. إذا لم يكن الطالب شغوفًا بالإرشاد، فلا يجب عليه الانضمام إلى البرنامج لأن المرشدين السياحيين يعملون كسفراء لشعبهم وثقافتهم أمام الزوار الدوليين”.

هيثم هو في الواقع مدرّس رائع ومنسق للبرنامج. لقد أخذ البرنامج إلى مستويات أفضل بكثير، وهو دائم التشجيع لطلابه. هيثم حاصل على تعليم جيد ومطّلع في هذا المجال، وبسبب ذلك، فهو في طور إعطاء بعض الدورات المكثفة للمرشدين السياحيين في الخليل بناء على طلب وزارة السياحة الفلسطينية. بينما نفتح أبواب القبول للطلاب الجدد للبرنامج بحلول بداية سبتمبر المقبل، يشجع هيثم الطلاب على الانضمام إلى برنامج الأدلاء السياحيين.

 “أستطيع أن أعد جميع الطلاب بأنهم سينهون في غضون عامين، وأعدكم بأن أعطيكم جميع الأدوات والمعلومات التي تحتاجونها لتكونوا أدلاء سياحيين محترفًين للغاية. هذا ما حدث مع خرّيجينا السابقين (دفعة 2015-2017): حيث اجتازوا جميعهم دون استثناء امتحان رخصة الدليل السياحي التابع لوزارة السياحة والآثار الفلسطينية”. نحن ممتنون جداً لخريجي برنامج الأدلاء السياحيين من أجل تلبية احتياجات أولئك الذين يزورون الأراضي المقدسة من خلال توفير جولات إرشادية إلهامية وغنية بالمعلومات، ولكونهم سفراء مذهلون لوطنهم!