“اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ”

تشتمل كل قصة على بداية ووسط ونهاية، وفي حين أن قصتنا لم تنتهي بعد، فإننا، في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، نملك بالتأكيد بداية رائعة نود مشاركتها معكم. لقد دخلنا الآن العام الـ 40 من وجود كلية بيت لحم للكتاب المقدس، ولتكريم هؤلاء الذين شيدوا الطريق أمامنا، لنختبر ما نحن عليه اليوم من خلال الكلية، نريد أن نشارك قصة بدايتنا، وكيف أن ورقة عشرين دولار بسيطة والإيمان قد أوصلانا إلى ما نحن عليه اليوم.

 مطلوب: قادة مسيحيين!

كان الدكتور بشارة عوض، والذي أصبح فيما بعد مؤسس كلية بيت لحم للكتاب المقدس، مدير مدرسة مينونايت للبنين (المعروفة الآن باسم مدرسة الأمل الثانوية) في بيت جالا، في الوقت الذي أدرك فيه صعوبة العثور على قادة مسيحيين وإبقائهم في المدرسة. وفي اجتماع قادة الكنيسة المسكونية في تموز 1979 قام بمشاركتهم هذا القلق. تلقى الدكتور بشارة حينها تعليقات من القادة الآخرين والتي شجعته على اتخاذ إجراءات للعمل نحو تطوير كلية تساعد في تدريب القادة المسيحيين المحليين. مع العلم أنه من أجل تحقيق ذلك سيكون هناك حاجة إلى التمويل، وهنا جاء قس اسمه إيرل مورغان من كنيسة الناصري في القدس إلى الدكتور بشارة، وسلمه ورقة عشرين دولارًا قائلا له: “هذه نقود بذور الكلية”.

يقول الدكتور بشارة: “كانت فعلا نقود بذور للكلية. وقد شكلت المجموعة لجنة والتي أصبحت فيما بعد مجلس إدارة كلية بيت لحم للكتاب المقدس. ولم يسبق لهم أن احتاجوا لي من اجل تأمين أي شيء (فيما يتعلق بالمال)، لأنني كنت أعلم أن الله كان المسيطر، وأنه وحده يستطيع وضع الأشياء معاً”. لا يوجد وقت لنضيعهمع التبرع الأولي من قبل القس إيرل مورغان متبوعًا بتبرعات أخرى، وزيارات لمدرسة الأولاد في بيت جالا من قبل مختلف منظمات البعثات، ورغبة من رعاة ومبشرين آخرين يعيشون في القدس وبيت لحم في تعليم أول مجموعة من الطلاب، كانت بداية كلية بيت لحم للكتاب المقدس الرسمية في عام 1979، بعد شهر واحد فقط من عرض الفكرة الأولية. وقد ساعد المتطوعون من جميع أنحاء العالم في تطوير البرامج والتدريس والخدمة في المناصب الإدارية من أجل الحفاظ على العمل الذي شرعوا في القيام به.

من “القليل” إلى “الكثير”

أثار سخاء ووفاء التبرع الذي كان قيمته عشرين دولارا صخبا أكثر من حملة مالية لجمع الأموال من اجل ما أصبح لاحقا معروفا باسم كلية بيت لحم للكتاب المقدس. أدت هذه الطاعة والكرم والإخلاص إلى حركة شارك فيه أشخاص آخرون، محليًا ودوليًا على حد سواء، لمواصلة العمل على إنشاء كلية تساعد في تدريب القادة المسيحيين المستقبليين في فلسطين. ودائما ما نتذكر المثل الذي قاله يسوع في لوقا 16: 10، “اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ.”نعلم أننا بدأنا صغيرين، وكانت رغبتنا هي أن نكون مخلصين في إخضاع هذه الأموال للحفاظ على تنمية جيل المستقبل لتدريبهم على طريق يسوع. نحن نشهد زيادة تأثيرنا من حولنا، ونعتبره امتيازًا أن يتم تكليفنا بالمزيد مع استمرار نمو الكلية.

تستمر رحلتنا من الإخلاص المستمر بينما نحتفل بالذكرى السنوية الأربعين لكلية بيت لحم للكتاب المقدس. لقد شهد تبرع متواضع بقيمة عشرين دولارا وفريق من القادة المحليين المخلصين بقلب من أجل الله وشعبه، الآن ثمرة إخلاصهم. لذلك، تتقدم كلية بيت لحم للكتاب المقدس بالشكر إلى جميع من كانوا معنا من الماضي والحاضر الذين تقدموا بإيمان للمشاركة معنا في مهمتنا المتمثلة في تدريب ودعم وتجسيد المسيح لطلابنا حتى يكونوا هم الأشخاص الذين يؤثرون على المجتمع من حولهم بطريقة تعكس قلب الله. كانت رؤية الدكتور بشارة جنبا إلى جنب مع عمل القادة المحليين والدوليين الآخرين هي بمثابة نقطة انطلاق نحو ما نحن عليه اليوم ككلية. لا تشك أبدا في تأثير عمل صغير، حيث أن الرب هو الذي ضاعف هدية البذور البالغة عشرين دولارًا وحولها إلى كلية قد أصبحت الآن المؤسسة الوحيدة من نوعها في الضفة الغربية. إن أمانة الرب واضحة في هذا المكان، ونحن ممتنون للاحتفال بذكرى مرور أربعين عاماً من خلال مشاركتكم قصة بداياتنا المتواضعة.