قصة حب بوعز وراعوث

بقلم نايف غريب، طالب في قسم الأدلاء السياحيين.

ما هو الحب؟ هل هو مجرد أفعال بسيطة لا تؤثر على المستقبل أم أنه خطة كاملة أعدها الله لمستقبل أكثر بركة؟ في 14 فبراير، يُعدّ الجميع الهدايا أو المفاجآت لمن يحبونهم للتعبير عن حبهم. الهدية الأكثر تعبيرا هي ببساطة زهرة من الحديقة – حيث تبدأ الكثير من قصص الحب بهذه الزهرة المقطوفة من الحديقة من أجل الحبيب. لكن، هل فكرت يومًا بدور الله في قصص الحب هذه؟ يختلف منظور الله للحب عن المنظور البشري. ويمكننا أن نرى ذلك في قصة حب راعوث وبوعز التي بدأت بحزن نعمي وانتهت بفرح وسعادة للعالم أجمع.

بدأت القصة عندما قررت نعمي في حزنها العودة إلى بيت لحم بعد وفاة زوجها وابنيها. وهناك أظهرت راعوث، زوجة ابن نعمي، ولاءها لنعمي بقولها “حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِ.”، وهكذا انتقلت معها إلى بيت لحم. وفي بيت لحم، احتاجوا إلى طعام، وكان ذلك في فترة بداية حصاد الشعير. فذهبت راعوث للبحث عن طعام، وانتهى بها الأمر بقطف الحبوب في حقل رجل يُدعى بوعز، والذي كان قريبًا لنعمي. فرآها بوعز، وبعد أن عرف المزيد عن قصتها، أظهر لها كرمًا ملحوظًا. فأعطى الاذن بأن تقوم راعوث المهاجرة بجمع الحبوب في حقله. لم ينته الأمر عند هذا الحد، إذ قرر بوعز أن يكون “منقذ عائلة نعمي”. كانت هذه من العادات الممارسة، حيث إذا مات رجل في الأسرة وترك زوجة أو أطفالًا، يكون منقذ الأسرة مسؤولاً عن الزواج من الأرملة وحماية تلك الأسرة، وهو ما فعله بوعز. إذ وافق على الزواج من المرأة المؤابية، راعوث، وحينها عادت السعادة لتملأ حياة نعمي من جديد.

استمرت قصة الحب هذه بزواج راعوث وبوعز، اللذان أنجبا طفلا، وكان هذا الطفل هو جد الملك داود. بعد ذلك استمرت القصة حتى وصلت إلى ولادة يسوع المسيح المخلص الذي فدى العائلة، بل والعالم أجمع.

عند الله دائمًا خطط أكبر من أجلنا – والتي ستمطر ببركاته دائمًا علينا. تذكر أن الله يدع كل شيء يحدث لسبب ما. في بعض الأحيان، قد يبدو أن الحياة تزداد صعوبة، لكن كن على ايمان دائمًا بأن هذه الصعوبات ستؤدي إلى مستقبل أفضل. الله يحبنا وهو يفعل كل شيء من أجل أن يحمينا. إذ قد أظهر حبه لنا من خلال قصص مثل هذه، كما أظهر حبه النقي بتقديم ابنه ليفدي العالم ويطهرنا من خطايانا.