في ظل حرب أخرى على غزة، نخرّج طالبا اخر من غزة!

تشيد كليتنا دائما بإنجازات طلابنا في جميع أنحاء البلاد، وخاصة طلابنا في غزة الحبيبة الجريحة! ولكن للأسف، فبينما نحتفل هذه الأيام بنجاح وتخرج طالبتنا رغدة النجار، من برنامج الماجستير، فهي تواجه حربًا أخرى في غزة!

“اسمي رغدة النجار، متزوجة من شادي، ولدينا طفلان، كريستل، ثماني سنوات، وسراج ست سنوات. أعمل كمنسقة مشروع في مؤسسة الكاريتاس في غزة. أنا أعمل في مشروع يوفر طرودًا غذائية للمحتاجين ويعيد بناء المنازل لمن فقدوا منازلهم خلال الحرب. أما بالنسبة لخدمتي، فأنا أحب أن أخدم الأطفال والشباب والنساء. وقد خدمت سابقًا في الكنيسة الكاثوليكية في برامج للأطفال والشباب حيث اعتدنا على تقديم خدمات للمجتمع المحلي، منها نشاطات مفتوحة ممتعة والتطوع في منظمات المجتمع المدني. واليوم، أخدم في الكنيسة المعمدانية إلى جانب زوجي في العبادة وخدمة المرأة.

“درست في كلية بيت لحم للكتاب المقدس في برنامج ماجستير الخدمة والقيادة المسيحية، وأنهيت للتو امتحاناتي الأخيرة وتخرجت. خلال رحلتي الدراسية، واجهت العديد من التحديات كطالب يعيش في منطقة حرب. على سبيل المثال، الكهرباء مقطوعة في غزة فترات طويلة في اليوم، مما يمنعني من الدراسة وإنهاء واجباتي في الوقت المحدد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحروب المستمرة التي تواجهها غزة، بما في ذلك الحرب التي بدأت الأسبوع الماضي، جعلت من المستحيل تقريبًا انجاز أي شيء لأننا باستمرار في حالة هروب، نحاول الاختباء والنجاة من القنابل. وبالطبع يجب أن أضيف مسؤوليتي كزوجة عاملة وأم لطفلين.

“كزوجين شابين، كثيرًا ما يسألنا الناس، لماذا لا نغادر غزة ونبحث عن مستقبل أفضل وأكثر أمانًا لعائلتنا؟ كانت أمامنا الكثير من الفرص، لكننا لم نقم بذلك. فقد كنت دائمًا أسأل نفسي، ماذا سيفعل يسوع لو كان مكاننا؟ هو كان سيبقى ويمنح الحب ويخدم شعبه أثناء الحرب والأوقات الصعبة. وهذه هي خدمتنا كزوجين، أن نبقى في غزة – منطقة حرب بلا توقف – وأن نستمر في خدمة شعبنا الذي يحتاج إلى الكثير من الدعم، لنكون العلاج لجروحهم.

“أرجوكم ابقوني أنا وعائلتي في صلواتكم، بينما نتبع نداء الرب في حياتنا ونكون نورًا وملحًا في هذه الأرض، وعلى وجه الخصوص في غزة! لأنه وعلى الرغم من أننا نشعر أحيانًا بأن العالم قد نسينا وأهملنا، إلا أن الرب لم ينسنا. يسوع يحب غزة وأهل غزة وهو أبدا لن يتركنا! “