أ. علاء قصاصفة – الألم في العالم القديم
فبراير 15, 2022المواطنة المسؤولة والانتخابات المحلية – المطران منيب يونان
مارس 10, 2022الألم في سفر أيوب
مؤتمر الإيمان وسط الأزمات
كلية بيت لحم للكتاب المقدس
5-11-2021
لماذا يسمح الله بالألم؟ وخاصة ألم الشخص التقيّ أو البار؟ لماذا تكثر معاناة البشريّة؟ وخاصة معاناة الفقراء والمحرومين؟ حيّرت مثل هذه الأسئلة البشريّة عبر السنين، وقادت إلى العديد من الأفكار والفلسفات التي حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة. ويرتبط سفر أيوب أولاً بموضوع معاناة الإنسان البارّ، وثانيًا بعلاقة الله بالشرّ الموجود في العالم (الثيوديسيّة).[1]
ويُعدُّ السّفر من أحد أسفار الحكمة في العهد القديم، والحكمة موضوع مهمٌ في حوار أيوب مع أصدقائه في الفصل 28 من السفر. والسؤال المطروح هو: من هو الحكيم ليعطي إجابات على أسئلة الحياة الصعبة؟ وتحديدًا السؤال: من يستطيع أن يفسّر ألم أيوب؟ ويرثي أيوب عدم امتلاكه للحكمة لعدم توفّر إجابات عن أسئلته:
مَّا الْحِكْمَةُ فَمِنْ أَيْنَ تُوجَدُ وَأَيْنَ هُوَ مَكَانُ الْفَهْمِ؟
لاَ يَعْرِفُ الإِنْسَانُ قِيمَتَهَا وَلاَ تُوجَدُ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ (12:28)
فَمِنْ أَيْنَ تَأْتِي الْحِكْمَةُ، وَأَيْنَ هُوَ مَكَانُ الْفَهْمِ؟
إِذْ أُخْفِيَتْ عَنْ عُيُونِ كُلِّ حَيٍّ، وَسُتِرَتْ عَنْ طَيْرِ السَّمَاءِ. (12:28، 20-21)
ويستنتج أخيرًا:
هُوَذَا مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ الْحِكْمَةُ وَالْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ هُوَ الْفَهْمُ (28:28)
وكأن هذه الإجابة لم تشف غليله في بحثه عن العدل والإنصاف من قبل الله! فمعضلة أيوب هي أن كان لديه مخافة الله، وبالرغم من ذلك حصل ما حصل معه.
في الواقع، هناك الكثير من المعضلات الإيمانية في السفر. ومن مفهومنا البشريّ والفلسفيّ اليوم، الذي يسعى لإجابات منطقية أو عقلانية لكلّ شيء، فإن السفر لا يعطينا الإجابات التي نبحث عنها، وربما يتركنا في حيرة من أمرنا. وربما هذا هو القصد، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار القالب الأدبي الروائي للسفر، والذي يتوافق مع أسلوب الشرق خاصة في معالجة أسئلة الحياة، وتحديدًا بقصّ روايات دينية (وليس بمنظومة فكريّة على شاكلة اللاهوت النظاميّ اليوم). الإجابة في الرواية. وقد تختلف التفسيرات لهذه الرواية من قارئ إلى آخر. (هذا بغضّ النظر عن حرفيّة الرواية، أو كونها أسطورة، أو مزيج من الاثنين).
من قصة أيوب، أود أن أطرح الأفكار أو المعضلات الإيمانية التالية.
أولاً: اللاهوت والواقع
المعضلة الأولى والرئيسية في السفر هي عدم توافق اللاهوت أو الإيمان مع الواقع. اللاهوت يُعلّم بأن الله يكافئ البار، ويحميه، ويباركه. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نقرأ في المزامير:
مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ (7:34)
لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ (5:91-7)
أما الواقع، أو التجربة البشريّة، فهي عكس ذلك. إنها تجرية أيوب من ألم وتعب.
يمثل أصدقاء أيوب اللاهوت المستقيم والتقليدي والحكمة الكتابية. لم تكن مشكلة أصدقاء أيوب في لاهوتهم، بل في تطبيقهم الحرفيّ لهذا اللاهوت، وكأن الأمور ميكانيكية. فمثلاً، عندما يصرّح أليفاز: “هُوَذَا طُوبَى لِرَجُلٍ يُؤَدِّبُهُ اللهُ. فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِيرِ. لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ” (17:5-18)، ألا نقبل كلنا هذا التعليم؟ ولكن هذه كانت مشكلة أيوب. تعارضَ إيمانه مع تجربته. هو لا يرفض المبدأ العام بتطويب من يؤدبه الرب — لو كان فعلاً يستحق هذا التأديب. مشكلته هي قناعته بأنه لا يستحق هذا التأديب.
ويؤكد السفر براءة أيوب، ليؤكد لنا أنّ ما حصل لهُ لا ذنب لهُ فيه. جاء إعلان البراءة هذا على لسان الله ذاته عندما قال للشيطان: “هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ” (8:1). أيّ أن مُصاب أيوب لا ذنب لهُ فيه. نال أيوب ما لا يستحقه، وهذه معضلة السفر الأولى. “إن دراما سفر أيوب هي دعوة فنية قوية لإعادة التفكير بشكلٍ جذريّ في التفسيرات اللاهوتية التي تحولت بمرور الوقت إلى كليشيهات أخلاقية.”[2]
ثانيًا، الله مسؤول عن الشرّ
معضلة السفر الثانية، وربما الأصعب، هي إقرار السفر في مقدمة الكتاب بأن الله كان مسؤولاً عن ألم أيوب. ففي عبارة أيوب الشهيرة “الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً” (21:1)، يؤكد أيوب أن الله هو الذي أخذ! وكذا الأمر في تصريحه لزوجته: “أَلْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَالشَّرّ لاَ نَقْبَلُ؟” (10:2)
تظهر هذه الآيات عمقَ إيمان أيوب وقبوله بإرادة الله وسيادته المطلقة. هنا “ثقة بأن الله يعرف ما يفعل”.[3] في الوقت ذاته، تعبّر هذه الكلمات عن قناعة أيوب وقبوله بأن الشرّ الذي أصابه قد أتاه من الله.
قد يقول البعض، الشيطان هو من ضرب، وليس الله، وبأن الله فقط “سمح” بالأمر. ولكن، موافقة الله على الشرّ لا تبرئه من الذنب، بل تجعله مسؤولاً! فهو الذي أعطى الموافقة، والكلمة الأخيرة كانت لهُ.
ويعطي السفر صورةً عن الله بأنه يتلاعب بالإنسان. فكل الشرّ الذي أصاب أيوب، كان كي يثبت اللهُ وجهةَ نظره، أو لكي يكسب رهانًا مع الشيطان، كما وضحت مقدمة السفر. وكما يتسائل اللاهوتي السيريلانكيّ فينوث راماشاندرا: “أيُّ إلهٍ هذا، يضحّي بأرواحٍ بريئة من أجل رهان مع تابع؟”[4] هذه معضلة السفر الثانية.
ثالثًا، حكمة الله لا تتفق مع فهم البشر
المعضلة الثالثة لهذا السفر نجدها في نهايته، وتحديدًا في حوار الله مع أيوب. فبعد صمتٍ طويل، وعندما تكلّم الله أخيرًا، لم يبرّر الله ذاته؛ لم يعط سببًا لما حصل؛ ولم يعط إجابات لأسئلة أيوب، ولم يوضح حتى موضوع الرهان مع الشيطان. ولا نجد إجابة مباشرة للسؤال اللاهوتيّ والفلسفيّ عن معاناة البار.[5]
في المقابل، أظهر اللهُ الهوّة بينه وبين الإنسان (وكأنه استعراض عضلات!)
اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُلٍ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي. أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟
أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَاراً؟
هَلِ انْتَهَيْتَ إِلَى يَنَابِيعِ الْبَحْرِ أَوْ فِي مَقْصُورَةِ الْغَمْرِ تَمَشَّيْتَ؟
هَلِ انْكَشَفَتْ لَكَ أَبْوَابُ الْمَوْتِ أَوْ عَايَنْتَ أَبْوَابَ ظِلِّ الْمَوْتِ؟ هَلْ أَدْرَكْتَ عَرْضَ الأَرْضِ؟
أَخْبِرْ إِنْ عَرَفْتَهُ كُلَّهُ!
هَلْ لَكَ ذِرَاعٌ كَمَا لِلَّهِ وَبِصَوْتٍ مِثْلِ صَوْتِهِ تُرْعِدُ؟
تَزَيَّنِ الآنَ بِالْجَلاَلِ وَالْعِزِّ وَالْبِسِ الْمَجْدَ وَالْبَهَاءَ. (أيوب 3:38-5، 16-18، 9:40-10)
بعبارة أخرى، كانت إجابة الله لأيوب: من أنت أيها الإنسان لتراجعني أو تحاسبني أو حتى أن تستفسر عما حصل لك؟ أما راماشاندرا، فيرى في الأمر بأن الله هنا يؤكد على سيطرته على الكون، فبرغم الفوضى التي في العالم، هناك نظام لهذه الفوضى، لأن الله هو المسيطر.[6]
رسالة السفر، الله هو الحكيم… الله هو المسيطر؛ هو الله، وهو فوق فهمنا. التفسير الوحيد لمعضلاتنا الإيمانيّة في السفر، هو أننا لن نعرف أبدًا، ولن نفهم أبدًا. هناك تحدي لإيماننا بأن الله هو الحكيم وحده. وهو ما قبله أيوب… ولو على مضض:
فَأَجَابَ أَيُّوبُ الرَّبَّ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ. فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ! وَلَكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا. اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي. بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ. (1:42-6)
يتحدى كل هذا مفاهيم كثيرة “ساذجة” عن الله تحاول حصره في صندوق؛ أو تفسيره، أو تفسير الألم بمعادلات ميكانيكية، أو افتراضات عن سبب الألم والتحديات، أو حتى الافتراض بأننا يجب أن نفهم أو أن نعطي سببًا لكلّ شيء. كانت هذه مشكلة أصدقاء أيوب، وما زالت مشكلة في الكثير من التوجهات المسيحية اليوم التي تدعي أنها تفهم الله تمامًا، أو أن لديها تفسيرًا لكلّ شيء.
رابعًا، الرثاء والاحتجاج والبحث عن عدل الله
أخيرًا، المعضلة الرابعة في السفر هي غياب عدل الله. صلاة الرثاء، كما يشدّد راماشاندرا، هي فعل الإيمان في السفر،[7] والاحتجاج أيضًا. وانتظار عدالة الله. الرفض، لا القبول أو الفهم أو حتى الصبر، هو فعل الإيمان في السفر. ويمكننا القول بأن بحث أيوب عن العدالة هو قضيّة السفر الرئيسية. ويمثل أيوب في السفر الصوت الذي يحتج على عدل الله، بل ويتهم الله بالظلم:
إِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ الْقَضَاءِ يَقُولُ (الله): مَنْ يُحَاكِمُنِي؟
إِنْ تَبَرَّرْتُ يَحْكُمُ عَلَيَّ فَمِي، وَإِنْ كُنْتُ كَامِلاً يَسْتَذْنِبُنِي.
كَامِلٌ أَنَا. لاَ أُبَالِي بِنَفْسِي. رَذَلْتُ حَيَاتِي.
هِيَ وَاحِدَةٌ. لِذلِكَ قُلْتُ: إِنَّ الْكَامِلَ وَالشِّرِّيرَ هُوَ يُفْنِيهِمَا.
يحاجج أيوب في هذه الكلمات، والتي وصفها بعض المفسرّون بأنها من أكثر الكلمات الملفتة في كل الكتاب المقدس،[8] بأن الله ظالمٌ في قضائه. فهو يستذنب الكامل، ويفني الكامل والشرير معًا. في احتجاجٌ صارخ على كيفية سير الأمور في هذه الحياة.
لهذا السبب، فإن كلمات هادي غنطوس في مقدمة شرحه للسفر هي في غاية الأهميّة:
تتعارض صورة أيوب في السفر مع الصورة المسيطرة لأيوب في كلا التقليدين اليهوديّ والمسيحي، والتي تحوّل أيوب الثائر والمتمرّد إلى أيوب الصابر والخاضع.[9]
من المهم أن نراجع مفاهيم كثيرة عن أيوب وقراءات تفاسير للسفر أظهرت أيوب بصورة الإنسان الصابر القابل لكلّ ما أتاه. كيف نفهم مثلاً عبارة: الربّ أعطى والربّ أخذ فليكن اسمه مباركًا؟ هل تعبّر هذه الكلمات عن إنسانٍ نال العزاء؟ فرح؟ أم دموع؟ وحتى رفض؟
تمرّد أيوب في السفر ليس على آلامه، بل على المنظومة التي عزت آلامه إلى سببٍ فيه، أو برّرت وفسّرت الألم بلاهوتٍ ما.[10] لم يقبل تفسير الألم… وهل للألم من تفسير؟ معضلة أيوب ليست فلسفيّة، أو لاهوتيّة تفسيريّة. معضلة أيوب هي في عدل الله! قبل أيوب في النهاية أنه لن يفهم أبدًا مقاصد الله، على مضض! ولكن هذا لا يمنعنا من الاستمرار اليوم مع أيوب بالاحتجاج على غياب العدل من عالمنا. والملفت هنا أن الله امتدح أيوب في نهاية السفر بالرغم من احتجاجه وتمسكه ببرائته ورفضه لواقعه، ووبخ أصدقاء أيوب ولاهوتهم السليم:
كَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَ أَيُّوبَ بِهَذَا الْكَلاَمِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لأَلِيفَازَ التَّيْمَانِيِّ: قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ (7:42)
دعوة السفر إذًا هي دعوة للرثاء، وعدم قبول الواقع أو الظلم – واستصراخ عدالة الله.
[1] غنطوس، هادي. سفر أيوب. التفسير العربي المعاصر للكتاب المقدس. تحرير: أندريه زكي. القاهرة: دار الثقافة، 2018، ص 895.
[2] Bruce Birach, Walter Bruggemann, Terence Frethem, David Petersen. A Theological Introduction to the Old Testament. Abingdon Press, 2005, p. 403.
[3] Clines, David. Word Biblical Commentary, Vol. 17: Job 1-20. Thomas Nelson, 1989. Logos Electronic Library.
[4] Ramachandra, Vinoth. Sarah’s Laughter: Doubt, Tears, and Christian Hope. Langham Global Library, 2020, Kindle Version.
[5] Hartley, John E. The Book of Job, The New International Commentary on the Old Testament. Eerdmans, 1988, p. 30.
[6] Ibid.
[7] Ibid.
[8] Bruce Birach, Walter Bruggemann, Terence Frethem, David Petersen, p. 407.
[9] غنطوس، هادي. ص 894. من الجدير ذكره أن الصورة ذاتها هي السائدة عن أيوب في التراث الإسلاميّ، وتحديدًا صورة أيوب الصابر. راجع: لينا عميرة: قصة أيوب عليه السلام. موقع سطور. https://sotor.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85/
[10] Ramachandra.