6 استراتيجيات لتمكين أعضاء فريقك

6 استراتيجيات لتمكين أعضاء فريقك

بقلم جون ماكسويل

قرأت كتابا مرة عن أدولف هتلر، وأتذكر منه على وجه الخصوص هذه القصة: عندما أراد الطاغية الشرير استئجار سائق، قام بمقابلة 30 شخصا لهذا المنصب، وفقا للمؤلف روبرت وايت. واختار أصغر هؤلاء -رجل قصير جدا لدرجة انه بحاجة إلى شيء مرتفع  يجلس عليه ليكون قادرا على الرؤية من فوق عجلة القيادة.

لقد احتاج هتلر لإبقاء جميع من حوله صغار بالمعنى الحرفي والمجازي، من أجل جعل نفسه يبدو كبيرا. القيادة بالنسبة له، كانت رحلة كبيرة من الأنا.

أولئك الذين يدرسون القيادة الحقيقية يعرفون بشكل مختلف. نحن نعلم أن مفتاح النجاح هو تمكين الناس من حولنا. نحن نريد أن نساعد الناس في العثور على أصواتهم، وتطوير مواهبهم، واكتشاف الغرض منها، وتفعيل حياتهم الخاصة وحياة المحيطين بهم.

ولعلكم تعلمون أن منظمتي غير الربحية (EQUIP)- من خلال مبادرة التحول العالمي- قبلت التحدي المتمثل في المساعدة على تقدم بلدة غواتيمالا. لقد علمنا بأننا إن أردنا تحويل البلاد، فنحن في حاجة لتحويل شعبها. لذلك، لقد قمت ومجموعة من فريق جون ماكسويل المدربين بتعريف 20,000 من سكان غواتيمالا- المعلمين ومديري المدارس ورؤساء الكنائس والسياسيين والناشطين الاجتماعيين ورجال الأعمال وغيرهم، إلى فكرة تطوير وتبنّي القيم، من أجل تمكينهم من إصلاح بلدهم.

نحو 54% من سكان غواتيمالا يعيشون تحت مستوى خط الفقر في بلادهم. نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن، ونحو ربع البالغين أميون. لا يمكن لكيان واحد أن يغير هذه الظروف، ولكن سيأتي التغيير من الناس في جميع أنحاء البلاد الذين سيكتشفون بأن لديهم القدرة على إحداث الفرق.

عندما بدأت القيادة، قضيت ساعات طويلة في العمل، معتمدا على أخلاقيات العمل والإنتاجية لتحقيق النجاح. ولكني كنت أفعل كل شيء تقريبا بنفسي. لم أقم بتدريب أي شخص. لم أقم بتمكين أي شخص. وأنا لم أعط أحدا الأدوات أو المسؤولية لتقاسم العبء. وبمجرد أن لمستي لم تعد على المستوى أو المبادرة، تباطأت حتى توقفت.

لقد تعلمت منذ ذلك بأنه إذا مكّنت أعضاء فريقي للحصول على ملكية ومنحهم صوتا في هذه العملية، فإن جهودنا معا ستنجح في طرق لم أكن سأحققها يوما بمفردي.

هذه هي كيفية الانتقال من كونك قائدا جيدا إلى قائد استثنائي.

من أين أبدا؟ أنا استخدم 6 استراتيجيات لقيادة استثنائية، والتي تركز على تطوير إمكانات الآخرين.

1.اطرح الأسئلة … كثيرا

يحتاج قادة مؤسستك المستقبليين إلى أن يفهموا بأن النقاش العظيم هو مقدمة لقرار كبير. فالحوار ذو المغزى والهادف لا يطور المهارات والمعرفة فقط، بل أيضا التمييز واتخاذ القرارات. كقائد، اطرح الأسئلة من أجل الحصول على مناقشة مستمرة.

2.استمع عن كثب

يشعر الناس بأهميتهم وقيمتهم عندما يشعرون بأنه يتم الاستماع لهم. يقول مؤلف الكتب المسيحية ديفيد اوغسبورجر، أن يُستمع لك تتشابه كثيرا مع أن تكون محبوبا، وبالنسبة للشخص العادي فلا يمكن تمييزهما تقريبا.”

بمجرد أن ينخرط فريقك، سترى بأن أكثر الناس حفاظا وسكوتا سيقدم الأفكار الجيدة. لا تهمل أحدث أعضاء منظمتك، فوجهات نظرهم الجديدة قد تفتح عينيك. في اليوم الذي لا تعود أفكارك أفضل الأفكار هو اليوم الذي ستعلم به أنك قد نجحت في إطلاق مواهب فريقك.

3.تحديد الأنماط

بينما تقوم بطرح الأسئلة، انتبه إلى طريقة الناس في تحليل المعلومات واتخاذ القرارات. هل هم تحليليون، أو مدفوعون بالعاطفة؟ هل هم على وعي ودراية؟ موجهون نحو هدف؟ هل يرون الفرص؟

ابحث عن الدافع وراء أعمالهم من أجل فهم كيفية قيادتهم في المستقبل. إن فهم الطريقة التي تعمل بها عقول الآخرين يمكن أن تساعدك في العثور على الشخص المناسب ليكون مسؤولا عن وظيفة معينة.

4.تحدي تفكير الناس

هل تذكر أفضل المعلمين الذين حصلت عليهم يوما؟ تقول الاحتمالات بأنهم كانوا الأصعب. لقد شككوا في افتراضاتك، وقادوك نحو اكتشاف جديد، وضغطوا عليك لاعتبار وجهات نظر أخرى، وأيضا دفعوك خارج الحدود التي تتخذها لنفسك. فلتصبح أنت ذلك المعلم!

من خلال تحدي تفكير أعضاء فريقك، أنت تمهّد الطريق للحظات اختراقهم- تلك الومضات من الوعي أو الوضوح التي نصلها من خلال الحوار المركز. هذه لحظات حاسمة في تطوير القائد الشاب.

5.تشجيع التركيز على الحلول

في وقت مبكر من مسيرتي، بدأت أطلب من فريقي تقديم ثلاثة حلول لكل مشكلة أحضروها لي. كانت هذه طريقتي الإستراتيجية في تحويل مقدمي المشكلة إلى حلالي المشكلة. ثم ساعدتهم أنا على اختيار وتنفيذ أفضل تلك الأفكار. وبطبيعة الحال، قدّمت التقدير إلى الشخص الذي اقترح الفكرة.

6.جسّد أهمية التفكير

واحدة من أهم الأشياء التي يمكن للقائد القيام بها هي أخذ الوقت للتفكير. كما قال عالم النفس الراحل استر بوتشولز، الحاصل على الدكتوراه، ومؤلف كتاب دعوة العزلة: “آخرون يلهموننا، والمعلومات تغذينا، والممارسات تحسّن أدائنا، لكننا بحاجة إلى وقت هادئ لمعرفة الأمور، والانخراط باكتشافات جديدة، واستخراج الأجوبة الأصلية“.

أعترف أنه يمكن أن يكون من الصعب التحول من نموذج القائد الذي يفعل كل شيء، إلى قائد يشترك بالمسؤولية والتمكين. للقيام بذلك، تحتاج إلى التغلب على انعدام الثقة والتخلص من عقلية “إنه من الأسهل مجرد القيام بذلك بنفسي”. نعم، أحيانا يبدو الوضع أسهل بأن تقوم به بنفسك، ولكن هذا تفكير قصير النظر. استثمر في شعبك الآن، ومع الوقت سوف تراهم يحققون ما هم عليه كقادة.

اسمحوا لي أن أترككم مع هذه الفكرة من قبل ثيودور روزفلت: “أفضل التنفيذيين هو الشخص الذي لديه الشعور الكافي لاختيار الرجال الصالحين ليقوموا بما يريد القيام به، وضبط النفس الكافي ليمنع نفسه من التدخل بعملهم بينما يقومون به”.