كلية بيت لحم للكتاب المقدس تعقد مؤتمر المسيح امام الحاجز الاول للشباب تحت عنوان الكوفية والصليب

كلية بيت لحم للكتاب المقدس تعقد مؤتمر المسيح امام الحاجز الاول للشباب تحت عنوان الكوفية والصليب

أميرة فرهود

“يا إله الحياة قدنا نحو العدالة والسلام”، بروح واحدة وبقلب واحد اختتم المشاركون في مؤتمر الكوفية والصليب فعاليات اليوم الثالث من المؤتمر بهذه الصلاة.
حيث كانت كلية بيت لحم للكتاب المقدس قد افتتحت على مسرحها يوم الخميس 16- 7- 2015، النسخة الشبابية من مؤتمر المسيح أمام الحاجز تحت عنوان “الكوفية والصليب”، بحضور مجموعة من الشباب الفلسطيني من عدة مناطق مثل الناصرة وكفرياسيف وشفا عمر ورام الله ونابلس وبيت لحم.
استمر المؤتمر ثلاثة أيام، وتخلل العديد من المحاضرات وورشات العمل، بالإضافة إلى الرحلات التعليمية حول مدينة بيت لحم وضواحيها.

اليوم الأول

على أنغام أغنية موطني بصوت عناد سابا يقودها بالعزف الاستاذ أكرم نصار، افتتح اليوم الأول من المؤتمر.

“تشجيع الشباب المسيحي الفلسطيني على اخذ دور فعال كأتباع للمسيح في نشر العدالة والسلام من منظور الكتاب المقدس”، افتتحت شادية قبطي إحدى أعضاء لجنة مؤتمر الكوفية والصليب المؤتمر بالتشديد على الهدف الرئيسي له.
ثُمّ شارك مجموعة من أعضاء اللجنة بأحلامهم ورؤيتهم للشباب المسيحي الفلسطيني ومستقبله. رحّب القس الدكتور جاك سارة مدير كلية بيت لحم للكتاب المقدس بالحضور وأكّد على أهمية المواضيع المطروحة في أيام المؤتمر الثلاث. ثم تلا المشاركون صلاة القديس فرنسيس الأسيزي بقيادة القس سارة. وقدّم مسرح ديار الراقص فقرة دبكة شعبية.
قدّم القس الدكتور حنا كتناشو أول محاضرة تحت عنوان: “محاضرة عن الإيمان والسياسة: سبعة اكتشافات في رحلة إيماني”. وأكّد على ضرورة التعامل مع القضايا السياسية دون جعل الكنيسة حزباً سياسياً. ثم شارك الحضور بردات فعلهم على المحاضرة من خلال طرح أسئلة قام القس كتناشو بالإجابة عليها.

اليوم الثاني الجمعة 17- 7- 2015

ابتدأ اليوم الثاني من المؤتمر بفقرة تسبيح تلاها تأمل بسيط على لسان طوني ادعيق.

افتتح الجلسة الصباحية كل من سليم عنفوص وأميرة فرهود، في محاضرة عن تاريخ فلسطين، حيث قاموا بسرد لتاريخ فلسطين بطريقة شيقة. مؤكدين أن لمسيحيي فلسطين اليوم دور في صنع وتغيير تاريخها.
“هل نحن على استعداد لأن ندفع ثمن التكلم عن الظلم؟” هذا ما تساءلته شادية قبطي في محاضرتها التي حملت عنوان: “العدل،السلام والمصالحة من نظرة مسيحية”. مضيفة: “عندما أحب وابني علاقة مع عدوي لا يعني أن أتنازل عن حقوقي ومبادئي، بل على العكس كمسيحي علي اخذ دور في أن أتكلم وأسعى للعدل بشكل علني وواضح”.

 

ورشات العمل

توزّع المشاركون في المؤتمر إلى 5 ورشات عمل ناقشت موضوعات متنوعة مثل: “الهوية، الأرض: شعب الله ولاهوت المسيحية، الصهيونية، الهجرة، المسيحي الفلسطيني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

 

رحلات تعليمية

كما قام المشاركون بزيارة مناطق مختلفة في منطقة بيت لحم وضواحيها، مثل كنيسة المهد مع سماع شرح مفصّل عن تاريخ الكنيسة. كما زاروا مخيم عايدة للاجئين وسمعوا عن اللاجئين الفلسطينيين وعاينوا المعاناة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني. وأخيراً قاموا بزيارة لقرية خلة النحلة شرق بيت لحم، وهي عبارة عن قرية مهددة بالمصادرة ولكن يرفض مالكها التخلي عنها، مع العلم أن الاحتلال الإسرائيلي عرضت عليه ملايين الشواقل لكي تشتري منه أرضه إلّا أنه يرفض!

دعوتي في أرضي

“لا أستطيع أن أقول أنني أحب الله وأنا لا أحب شعبي وأرضي”! قدّم الدكتور منذر اسحق دعوة للمشاركين للبقاء في أرضهم وعدم الهجرة، لماذا؟ “لأن أرضنا بحاجة لنا”، ولا يجب أن نشعر كمسيحيين بأننا أقلية، نحن جزء من الماضي والحاضر ويجب أن نكون جزء من المستقبل. وأضاف د.اسحق بأن حريتنا وكرامتنا أشياء لا يمكن أن ينزعها أحد منا، لا داعش ولا الجندي الإسرائيلي، لان يسوع أعطانا حريتنا، فهو الذي قال: “إذا حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، وهذه الحرية لا يحدها مكان تواجدنا أو سكننا.

وبهذه الكلمات التشجيعية والمحفزة اختتم اليوم الثاني من المؤتمر.

اليوم الثالث السبت18- 7- 2015

قدّم الدكتور تشارلي أبو سعدى في بداية اليوم الثالث تأملاً بسيطاً، وقادت شادية قبطي فقرة التسبيح.
التطرف الديني
كان لموضوع التطرف الديني بالتحديد النصيب الأكبر في اليوم الثالث. فاستضاف المؤتمر الأب جمال خضر رئيس المعهد الإكليريكي في بيت جالا، ليتكلّم عن التطرف الديني.
أكّد الأب خضر أن التطرف الديني ليس فقط تطرف إسلامي كما يعتقد البعض، بل هناك تطرف يهودي وأيضاً تطرف مسيحي. وقال أنه في كل مرة أرفض فيها الآخر باسم الله هو تطرف ديني!
تكّلم أيضاً الياس النجار عن دورنا كشباب مسيحي فلسطيني في مواجهة التطرف الديني. ووضع أمام الحضور تحدّي المحبة! حيث قال بأن الكراهية تعني انتصار فكر التطرف، والتحدي الذي أمامنا هو تحدي المحبة. فإذا كنا نحب ونفعل الحسن والجيد فقط مع من نحبه ويحبنا فأي فضل لنا؟؟

إلى أين نذهب الآن؟

والآن، بعد ما تكلمنا عن محبة القريب والأعداء، وعن هويتنا الفلسطينية وهويتنا المسيحية، وكيفية إشراك إيماننا في الصراع وجعله إيماناً قوياً وفعّالاً. أين نذهب؟ وماذا نفعل؟
أجاب البعض من الحاضرين على هذه الأسئلة. فقالت إحدى المشاركات أنها كانت تصارع كثيراً مؤخراً مع موضوع هويتها الفلسطينية خاصةً وأنها تعيش في إسرائيل، وقالت أن هذا المؤتمر ساعدها كثيراً في تحديد هويتها. وأكّدت فتاة أخرى أنها عاشت حياتها في خوف من الاعتراف بفلسطينيتها، ولكن ليس بعد الآن! أضافت أخرى أن هذا المؤتمر وضع على عاتقها مسؤولية كبيرة لنشر مبادئه وأفكاره وسط كنيستها.

ابدأ فيّ أنا!

التغيير يبدأ فينا نحن، بداخلنا! لذلك بصوت واحد وقلب وروح واحدة صلّى المشاركون مع أعضاء لجنة الكوفية والصليب، وبقيادة الدكتور منذر اسحق: “ابدأ فيّ أنا يا رب”!!