تكريم أحد موظفينا – جانيت مصلح (إم رجا)

تكريم أحد موظفينا – جانيت مصلح (إم رجا)

بعيون مليئة بالدموع، وقلب مليء بذكريات جميلة، وبعد خمسة وثلاثين عاما قضتها معنا في خدمة الرب والمجتمع في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، ستتقاعد جانيت مصلح مسؤولة الطبخ لدينا، والمعروفة باسم “أم رجا”، وتترك الكلية.

البداية

بدأت كلية بيت لحم للكتاب المقدس في عام 1979 في مدرسة الأمل في بيت جالا. وقبل انتقالها إلى الموقع الحالي، انتقلت الكلية إلى حرم جامعي أصغر، والذي ابتدأت به أم رجا عملها كطباخة. فتقول متذكرة: “كانت شقيقتي طالبة في الكلية. وهكذا سمعت عنها منذ بدايتها، فتقدمت بطلب للحصول على وظيفة، وهكذا بدأت العمل هناك كطباخة “.

كان الدكتور بشارة، مؤسس الكلية، وزوجته سلوى، وشقيقه الدكتور القس أليكس عوض، وزوجته بريندا هم الأقرب إلى أم رجا، إذ تقول، “لقد بنوا الكلية خطوة خطوة، وحجرا فوق حجر، بحب وتواضع. كانت حياتنا كلها تتمحور حول كلية بيت لحم للكتاب المقدس “.

في عام 1990، انتقلت كلية بيت لحم للكتاب المقدس إلى موقعها الحالي. وانتقلت أم رجا مع الموظفين كذلك. “لقد بدأنا ننمو ونكبر، وبدأت الكلية بالتطور. لقد بنينا المكتبة العامة ودائرة الإعلام. أتذكر كم قلت للدكتور بشارة أنني أتوق لرؤية المزيد من المباني والمزيد من الدوائر تُنشأ وتُبنى، وفي كل مرة كان يقول لي انتظري الرب، لأنه سيوفر كل ما نحتاجه. وهذا فعلا ما أراه الآن!

عبر الأجيال

ذكرت أم رجا ما يلي ردا على سؤالنا حول الأجيال التي قامت بخدمتها، فقالت: “عندما تنمو الكلية، فإني أشعر وكأن بيتي آخذ في النمو. وعندما أرى أحد خريجينا ناجحا في حياته، ويشغل مناصب جيدة، ويخدم الرب في المنظمات في المجتمع، فإني أشعر بالفخر، جدا! ولقد رأيت الكثير منهم يصلون إلى أماكن مهمة في الحياة

على سبيل المثال، القس الدكتور جاك سارة، الرئيس الحالي لكلية بيت لحم للكتاب المقدس، كان طالبا في الكلية بينما كانت أم رجا تعمل هناك. ومنذ دخوله الكلية أولا كطالب، ثمّ كمدرس، وأخيرا كرئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس، كانت أم رجا هناك تشهد كل ذلك. وكانت أيضا هناك عندما تمت خطبته لمادلين.

هما زوجين مثاليين، ولقد وقعت في حب عروسه الجميلة لحظة رأيتها. هل يمكنك أن تتخيل بأني رأيتهم يتزوجون، وينجبون الأطفال، والآن أنا أطبخ لأطفالهم الذين يكبرون؟

كان القس داني عوض أيضا طالبا في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، وهو الآن راعي في الكنيسة المشيخية. وتتحدث أم رجا: “لقد رأيتهم جميعهم عندما كانوا صغار، وأنا أشعر بالفخر عندما أراهم الآن يقودون الكنائس ويخدمون الرب في بلادهم، ويبذلون قصارى جهدهم لعمل تغيير. والآن، عندما التقي بأحد منهم، أشعر وكأني ألتقي بواحد من أطفالي الذي كان بعيدا عني. آه، كم أحب أن ألتقي بهم بعد حين!

ما الذي يميّز كلية بيت لحم للكتاب المقدس؟

الحب هو ما يجعل كلية بيت لحم للكتاب المقدس مميزة. لم أعرف هذا النوع من الحب قبل وجودي في الكلية، فلقد غيّرت حياتي كثيرا، وخاصة حياتي الروحية! تخيل سماع كلمة الله كل صباح وبشكل مستمر لمدة خمسة وثلاثين عاما؟ الكلية هي الأكسجين الذي أتنفسه، فهي أنا وأنا هي! هي بيتي الأول، وليس الثاني. أنا لم أشعر أبدا بأنني أعمل خلال سنوات عملي الطويلة في الكلية. فأنا أعتبرها منزلي، وجميع الموظفين وأعضاء هيئة التدريس والقادة هم أسرتي وأطفالي “.

انتهاء سنوات الخدمة

وردا على سؤالنا لها حول شعورها حيال تركها للكلية، ذكرت “إني أشعر وكأن الأكسجين قد تمّ منعه من الوصول إلى رئتي!” فمن ناحية، أم رجا سعيدة بما حققته الكلية خلال السنوات الماضية، وتصلّي أن تستمر في تحقيق المزيد والمزيد. ومن ناحية أخرى، قالت أنها لا تستطيع أن تتخيل نفسها تتخلى عن مفتاح المطبخ وتترك أولئك الذين عملت معهم. “لقد عشنا معا في السراء والضراء، ولكني أعلم أن نهاية خدمتي قد حانت. سوف يبقى قلبي وتبقى روحي دائما مع الكلية. إني آمل بأن أكون قد قدمت الرعاية الجيدة، أتمنى أن أكون قد أخلصت حتى آخر يوم عمل لي. والآن قد حان دوركم لرعاية بيتي، كلية بيت لحم للكتاب المقدس. أترككم مع قلب مليء بالحب والحزن والذكريات الجميلة “.

في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، نعيش بدايات جديدة، لكننا أيضا نختبر نهايات. مع الحب والامتنان، نقول وداعا لطباختنا المميزة، أم رجا. نحن نشكرها على عملها الجاد وولائها لكلية بيت لحم للكتاب المقدس، وبقدر ما تعلّمت من كلية بيت لحم للكتاب المقدس، فهي أيضا قد علّمت كل واحد منا كيف نحب ونكون مخلصين لكليتنا. شكرا لك يا أم رجا!