فلسطين من بين الأعلى في تشخيص السرطان: وطلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس يتحركون للعمل

فلسطين من بين الأعلى في تشخيص السرطان: وطلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس يتحركون للعمل

فلسطين من بين الأعلى في تشخيص السرطان: وطلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس يتحركون للعمل

قال لي مرة شخص عزيز جدا على قلبي والذي كان يصارع السرطان لسنوات:

“يتعب الناس ويملون عادة من روتينهم اليومي، فيرغبون ببعض التغيير، أليس كذلك؟ يتعامل الجنس البشري مع كل شيء وكأنه أمر مفروغ منه. حسنا، بالنسبة لي الآن، فإن استعادة روتيني اليومي قد أصبح حلما: أن أكون قادرا على الاستيقاظ في صباح يوم عادي وإعداد فنجان قهوتي الخاص! ”

يأخذ هذا المرض الرهيب والقاتل حياة وأحلام ومستقبل أحبائنا. وهو يتزايد بشكل كبير بين الفلسطينيين حتى اليوم.

كتبت هذا المقال من أجل جميع المحاربين هناك! وسوف ادعوهم محاربين لا مرضى لأنهم المحاربين الحقيقيين الذين يقاتلون معارك لم يختاروها!

تشخيص عالي للسرطان

تعد منطقة الشرق الأوسط، والتي تنتمي إليها فلسطين، من أعلى المعدلات في العالم فيما يتعلق بتشخيص السرطان، وفقا لاتحاد الأطباء العرب.

في السنوات الأربعة الماضية، احتل السرطان المرتبة الثانية في فلسطين كسبب للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية. وشكلت وفيات الفلسطينيين من السرطان 13.3% من مجموع الوفيات.

ويبلغ معدل الإصابة بالسرطان في فلسطين 80.3 حالة جديدة لكل 100,000 شخص من السكان سنويا. وكان السبب الأكثر شيوعا للوفاة من جميع أنواع السرطان هو سرطان الرئة بين الذكور، وسرطان الثدي بين الإناث، في حين كان سرطان الدم النوع الأكثر شيوعا بين سرطان الأطفال.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن 34.4% من حالات السرطان وقعت في الفئة العمرية فوق 65 عاما. وتبلغ نسبة هذه الفئة من مجموع السكان 2.9% فقط. وسجلت أيضا أن 59.8% من الحالات هي في الفئة العمرية 15-64 سنة، أي سكان الطبقة العاملة. وأخيرا، سجلت نسبة 6.8% من الحالات دون سن الخامسة عشرة.

لماذا؟

هناك عوامل سلوكية تساهم في تطور السرطان، وخاصة التدخين وتعاطي التبغ بجميع أشكاله، وكذلك الكحول، وعدم تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا عوامل السمنة ونقص النشاط البدني. وأظهرت دراسة أجريت على 1,037 حالة إصابة جديدة بالسرطان بين عامي 2005 و2008 في محافظات شمال الضفة الغربية أن 85٪ منهم لم يمارسوا الرياضة.

طلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس يتحركون للعمل

في وقت سابق من هذا الشهر، في الرابع من فبراير، اليوم العالمي للسرطان، والذي يهدف إلى إنقاذ الملايين من الوفيات التي يمكن الوقاية منها كل عام من خلال زيادة الوعي وتثقيف الناس حول السرطان. كما تشجع الحكومات والأفراد في جميع أنحاء العالم على اتخاذ إجراءات ضد هذا المرض.

أخذ طلابنا مبادرة، وقاموا بزيارة أربعة ناجين مختلفين من السرطان في منطقة بيت لحم. لقد أرادوا الاحتفال بالنصر مع أولئك الذين قاتلوا بشراسة من اجل حياتهم ونجوا.

كما زار الطلاب مقاتلة أخرى لمرض السرطان من غزة، رتاج، ابنة الأربع سنوات، تُقاتل هذا المرض الخبيث الذي أفقدها بصرها.

تعيش رتاج مع أمها الآن في مستشفى في القدس منذ حوالي 3 أشهر، في ظروف صعبة جداً، حيق يتم تغطية نفقات علاجها، ولكن نفقات معيشتها مع والدتها ليست كذلك، لذلك، يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية. إنهم فقراء جدا، والعيش في القدس مكلف جدا. لذلك، شاركت الأم في أحد البرامج الإذاعية المحلية، وطلبت مساعدة مادية ومعنوية لها ولابنتها.

تبلغ رتاج 4 سنوات من العمر، مصابة في سرطان الحبل الشوكي، هي ابنة وحيدة في الأسرة.

سمع طلابنا البرنامج الإذاعي، وتصرفوا على الفور. ذهبوا وزاروا رتاج وأمها في المستشفى في القدس، وجلبوا لها العديد من الهدايا، وشجعوها، ووعدها بأنهم سوف يزورنها دائماً خلال إقامتها في المستشفى.

كانت تلك الزيارات لافتة للنظر لطلابنا، إذ تعلموا أن لا يأخذوا أي شيء في حياتهم كأمر مفروغ منه. وقد علموا أن الله هو الوحيد الذي يمكننا الاعتماد عليه، وتقبلوا بسرور كونهم على قيد الحياة، محبوبين، وأصحاء، وقادرين على إعطاء الحب للآخرين. وقد غادروا وكلهم رغبة في الاستمتاع بكل لحظة من حياتهم، وقالوا إنهم يريدون البحث عما يجعلهم وغيرهم سعداء. الأهم من ذلك، أنهم أرادوا الاقتراب من الله الوحيد “الإله الشافي”.

صحيح أن فلسطين هي من بين أعلى المعدلات في تشخيص السرطان، والأعداد تتزايد كل عام! وصحيح أننا قد فقدنا العديد من أحبائنا لهذا المرض؛ ولكن الناس يحاربونه، وهم متمسكون ويقاتلون من أجل حياتهم.

لكم

لكم أنتم الذين في صحة جيدة: لا تعتبروه أمرا مفروغا منه. عيشوا كل يوم كهدية من الله. قدموا له الشكر في كل وقت من أجل أصغر الأشياء التي تمتلكونها. اعملوا ما يجعل قلبكم يقفز من الفرح. أخبروا أحبائكم أنكم تحبونهم في كل فرصة.

لكم جميعا أنتم الذين تقاتلون من أجل حياتكم: نحن نقاتل معكم. ونحن نشعر بألمكم، ونحن نقف معكم من خلال الصلاة. تمسكوا بالشافي العظيم، يسوع المسيح. فهو الوحيد القادر أن يمنحكم الراحة ويعطيكم القوة خلال هذه الأوقات الصعبة!