مركز رؤية جديدة الإعلامي يعقد ورشة عمل حت عنوان “دور المرأة القيادية في الكنيسة – الجانب اللاهوتي”

مركز رؤية جديدة الإعلامي يعقد ورشة عمل حت عنوان “دور المرأة القيادية في الكنيسة – الجانب اللاهوتي”

مركز رؤية جديدة الإعلامي يعقد ورشة عمل حت عنوان “دور المرأة القيادية في الكنيسة – الجانب اللاهوتي”

عقد مركز رؤية جديدة الإعلامي التابع لكلية بيت لحم للكتاب المقدس بالشراكة مع المؤسسات المجتمعية ورشة عمل ضمن سلسلة ورشات عمل تحت عنوان “دور المرأة القيادية في الكنيسة” حيث ناقشت هذه الورشة الجانب اللاهوتي بالتحديد.

شارك في الورشة كل من سيادة المطران منيب يونان مطران الكنيسة الانجيلية اللوثرية، وسيادة المطران حسام نعوم مطران الكنيسة الأسقفية وزوجته السيدة رفا، والقس الدكتور جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس، ود. مدلين سارة و أ. شيرين هلال وعدد من المؤسسات، مثل مؤسسة وئام بقيادة السيد زغبي الزغبي.

رحّب القس د. جاك سارة بالحضور في حرم الكلية، وقادهم بصلاة افتتاحية لورشة العمل.

شارك القس الدكتور منيب يونان بنظرة عامة حول قيادة المرأة، حيث ذكر نساء من الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم كُنّ قائدات ونبيّات صنعن تغيير كبير. أكّد القس يونان أن الله اختار نساء ورجال ليخدموه بالتساوي وأن القيادة لم تختصر على الرجال فقط، مؤكداً الشيء الأهم الذي علينا أن نتذكره دائماً وهو أن الفداء كان بالتساوي بين الرجل والمرأة.

وناقش كل من سيادة المطران حسام نعوم ود. مدلين سارة رسالتهم الدكتوراه حول دور المرأة القيادي في الكنيسة، حيث تحدث عن المفهوم اللاهوتي لمكانة المرأة في الخليقة ودورها في الكنيسة والمجتمع من منظار علم الكنيسة (اكلسيولوجيا)؛ الأخلاقيات المسيحية؛ علم الانسان المسيحي (انتثروبولوجيا)؛ الروحانيات المسيحية واللاهوت التطبيقي. من بين النقاط التي ركز عليها المطران نعوم، أهمية صورة الكنيسة كجسد المسيح، حيث أن أفراد الكنيسة ذكوراً واناثاً مجتمعين، هم جسد المسيح الواحد وجميعهم أعضاء متساوين بأدوار مختلفة ومتعددة، مشيرًا إلى الآية “خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ذكراً وأنثى خلقهم” (تكوين 1: 27). أدار الجلسة القس جميل خضر راعي الكنيسة الأسقفية في نابلس ورفيديا، وعضو لجنة التحضير للورشة.

تتناول أطروحة الدكتورة مدلين سارة عدم المساواة في الطريقة التي تُعامل بها المرأة، وكذلك عدم المساواة في الفرص التي تُعرض عليها للتقدم في الادوار القيادية في الكنيسة الإنجيلية العربية الفلسطينية.

على الرغم من تواجد الكنيسة في الثقافة الإسلامية، لا يمكننا إلقاء اللوم بشأن القيود المفروضة على المرأة من خلال الثقافة وحدها، لأن هذه القضية هي أيضًا مسألة كتابية. لذا تناولت الأطروحة دراسة تفسيرية لبعض الايات والنصوص المقدسة الحساسة التي تعزز هذه القيم في الكنيسة الفلسطينية. يعتبر علم اللاهوت وعلم التفسير (الهرمنيوطيقا) من أهم العوامل التي تحدد توجه تفسير القادة الذكور لهذه الآيات، وبالتالي فإن إعادة الفحص هذه، من شأنها تعزيز مشاركة المرأة في المناصب القيادية. كما هناك نظريات ومدارس مختلقة لعلم الأخرويات (الاسخاتولوجي) فلما لا يكون الحوارأيضاً مفتوح بشأن قيادة المرأة. كما أن هناك ما نسميه اللاهوت الإنجيلي الصيروري (Progressive Evangelical  Theology), بالإضافة الى اللاهوت الإنجيلي الكلاسيكي. فتظهر الاطروحة ضرورة وأهمية دورنا الايجابي في فحص المعتقدات الثقافية الأبوية على الكنيسة، الذي بدوره سيسمح هذا التغيير للكنيسة بالتأثير على المجتمع. هدفنا هو وضع وتنفيذ السياسات المتعلقة بتكريس المرأة وتوفير التدريب اللاهوتي في الكنيسة الفلسطينية والمعاهد المسيحية وكليات اللاهوت والكتاب المقدس التي من شأنها تمكين النساء للقيادة والوعظ والتعليم.

تسلط الرسالة الترتيب الهرمي والمهمش للأدوار التي فرضت على المرأة في المجتمع الفلسطيني بشكل عام وفي الكنيسة الإنجيلية بشكل خاص.

لقد أكدت الاطروحة أدلة المتعلقة بمسألة النوع الاجتماعي والقيادة، والاختلاف بين الجنسين في اساليب القيادة، مع تفسيرات بارزة على معتمدة علة الادلة الكتابية والدلائل في العلوم النفسية. تم اقتراح نهج لتعزيز النساء في قيادة الكنيسة والاستفادة من تفرد وتميّز الاختلافات لخلق مجتمع قادة مختلط الجنسين من خلال عمل الروح القدس وفي اطار المحبة.

تضمنت المناقشة  إلى ايجاد توافق في الآراء بين وجهات النظر المساوتين egalitarian  (التساوي في القيمة والدور) والمتتامون complementarian (التساوي بالقيمة).  بالإضافة إلى الخطوات العملية الأخرى لتنفيذ التغيير. واقترحت الدكتورة مدلين سارة أن أحد المتطلبات الرئيسية هو بناء مجتمع صحي من الرجال والنساء على حد سواء. تحتاج النساء إلى أن يقف الرجال معهن ويشاركهن في الخدمة. يجب على المدافعين الذكور أن يأخذوا زمام المبادرة في كنائسهم المحلية، عن طريق جعل المرأة مرئية عن طريق التأكيد على مواهبهم وتشجيع اضرامه المواهب وتأييد الدعوة ومشاركتهن.

تم تقسيم الحضور إلى ثلاث مجموعات لمناقشة قصص بعض النساء من الكتاب المقدس، مثل مريم النبيّة، وعكسة بنت كالب، وبنات صلحفاد، حيث قادت هذه الفقرة كل من د. مدلين سارة أ. أسمهان الطويل وخريجة الكلية دماريس نواورة.

هذه الورشة الثانية ضمن سلسلة ورشات تعالج دور ومكانة المرأة في الكنيسة والمجتمع تحت رعاية المطران حسام نعوم، بمبادرة كلية بيت لحم للكتاب المقدس ومؤسسات مجتمعية من محافظة بيت لحم.

وتم الخروج بتوصيات سيتم التحاور بها في اللقاء القادم.