“أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟.

“أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟.

“أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟… وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.”

(1 كورنثوس 15: 55-57)

بقلم خالد حنا دله- طالب دراسات كتاب مقدس

كان يسوع شخصًا بارًا لم يسقط وقت التجربة، لم يفعل خطيئة. كان يحب كل الناس ويدعو للمحبة والتسامح. لكن شعبه لم يقبل به، فهو كشف عيوبهم وفسادهم، فاتفقوا عليه لكي يقتلوه. تُرِك وحيدًا. خانه يهوذا وأسلمه. أنكره بطرس بلحظة خوف. أهانته خليقته. جلده جنود الرومان، بصقوا عليه، حملوه صليب العار، مزقوا ثيابه وسمروه، ورفعوه بين اللصوص على الصليب ومات. كل هذا حدث يوم الجمعة وظن ابليس انه انتصر، ولكنه لم يعرف ان الاحد قادم، فانبثق النور من القبر وقام المسيح من الأموات منتصرًا على الموت غالب الهاوية، واعطانا الفداء. بذلك أصبح الصليب، الذي كان رمزا للعار، رمزا نفتخر به نحن أبناء الله.

في الصليب حمل المسيح ديننا، فكل انسان كان مديون لله بسبب خطايانا ولا أحد يستطيع ان يدفعها غير المسيح، فبسفك دمائه على الصليب محى ديننا “إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ،” (كو 2: 14). في الصليب تحررنا من عبودية الخطيئة، فقد تجسد المسيح من اجل إطلاق المأسورين والمنسحقين بالخطيئة الى الحرية. فالمسيح بصلبه اتاح فرصة التحرر لكل البشرية من عبودية الشهوات الرديئة ومن قبل ابليس “رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ،” (لو 4: 18).

بالصليب يأتي الانتصار على الشيطان، الذي يدمر ويعذب الخليقة، ويشتكي عنا امام الله. لكن القاضي الذي هو الله هو نفسه الذين يحامي عنا، وهو ابونا السماوي. فنحن في الصليب أصبحنا أولاد وأبناء الله. “مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا.”(رو 8: 34).

بالصليب اعطانا الحياة الأبدية، فالأبدية كانت مغلقة عن الانسان بسبب الخطيئة وانفصاله عن الله. المسيح قام من الأموات وغلب شوكة الموت بالموت لكي يرينا ان الموت ليست النهاية بل سوف يكون لنا حياة ابدية معه في ملكوته وفرحه السماوي. فبالصليب فتح لنا باب الأبدية من جديد مع الله “أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.” (يو 10: 10).