صرخة أمل ورجاء يُطلقها جسد المسيح الفلسطيني لكنائس المشرق

صرخة أمل ورجاء يُطلقها جسد المسيح الفلسطيني لكنائس المشرق

في لقاءٍ نادر احتضنته كلية بيت لحم للكتاب المقدس اجتمع جسد المسيح الفلسطيني معاً ليوصل رسالة رجاء ومحبة من أرض السلام فلسطين إلى كنائس المشرق المتمخضة ألماً.

استضافت كلية بيت لحم للكتاب المقدس كل من غبطة البطريرك ميشيل صباح وسيادة المطران عطا الله حنا والأخت نورا كارمي والقس الدكتور حنا كتناشو والأخت مدلين سارة. في ندوة جماعية لإيصال رسالة رجاء من أرض فلسطين إلى كنائس الوطن العربي.

قاد الندوة القس الدكتور جاك سارة مدير كلية بيت لحم للكتاب المقدس، بدأها مُرحباً بالضيوف الكرام والجمهور والمشاهدين الذين يُشاهدون الندوة على الفضائيات في أماكن كثيرة من الوطن العربي والعالم. وطلب من الضيوف أن يقوموا بتقديم رسالة إلى كنائسنا الشقيقة المتألمة في الوطن العربي.

قدّم غبطة البطريرك ميشيل صباح رئيس أساقفة اللاتين في القدس السابق، رسالة تضامن مع مسيحي الشرق الأوسط وسكان الشرق الأوسط أجمعين. ووجّه رسالته إلى الشهداء واللاجئين والمعذبين في سوريا والعراق. “أولى بنا أن نبقى صامتين أمام عذابكم إجلالاً واحتراماً، لأن الله وحده يعلم الألم الحقيقي الذي تمرّون فيه”.

للجميع نقول: “سنبقى أينما أراد الله لنا أن نولد ونعيش، لأن صانع الحياة والموت هو الله، وليس هُم “أي صُنّاع سياسة الموت”.
ولكم أيُها المُعذَّبون: “القيامة هي حياة جديدة لكل شخص وإنسان مؤمن، وبقوة الله سنقوى على قوة الموت مهما كان مصدرها، وسنبقى في أرضنا شهوداً للمسيح”.

سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
“من فلسطين الجريحة نُبرق برسالة تضامن لكنائس المشرق. الكنيسة هي جسد واحد، وإذا تألم أحد الأعضاء، يتألم كل الجسد. وعندما يُستهدف أحد إخوتنا في سوريا والعراق كلنا مُستهدفون”. ولكم يا إخوتنا المتألمين: “لن نبقى حاملين لصليب الاستهداف والاضطهاد، بل سننتصر على الموت وثقافة الموت وعلى الذين يُريدون لنا أن نعيش بخوف. اثبتوا في إيمانكم وفي كنائسكم، وابقوا دعاة للسلام والمحبة تماماً مثل مُعلّمكم الأول العظيم”.
“وللذين يقتلوننا، نؤكد لكم أننا وبالرغم من كل الآلام والأحزان، لن نتنازل عن إنجيلنا وعن مسيحنا وعن صليبنا”.

قدّمت الأخت نورا كارمي رسالة لكل أم وزوجة وابنة وشقيقة منكوبة في الشرق الأوسط. “تحية لكِ ولصمودكِ من قلب أرض الميلاد والقيامة، أمد يدي نحوكِ لكي أُقويكِ وأستمد قوتي منكِ. أنتِ لستِ وحدكِ، الرب معكِ وكلنا معكِ. وأؤكد لكِ بأن الظلم والاضطهاد لن يدوم، لأن الله سينتصر على الموت تماماً كما انتصر عليه قبل ألفي عام”.

وبكلمات مليئة بسلطان سماوي عزّت الأخت مدلين سارة أخصائية إرشاد نفسي مسيحي كل جريح وكل متألم في الشرق الأوسط، مؤكدةً أن الحرب التي يمرون فيها ونمر بها نحن هي ليست حرب بين دم ولحم بل هي حرب روحية، سببها رئيس الظلمة إبليس. هي حرب روحية على كل المسيحيين الذين يحملون المسيح في قلبهم.
“فقدنا ثقتنا بالسلطات والرئاسات، لكن رجائنا وأملنا في الرب يسوع وحده. واظبوا على الصلاة وتمسكوا في إيمانكم بالله. لأن لنا قيامة ولنا غلبة، ولن نسمح لا لضيق ولا لشدة ولا لاضطهاد ولا لسيف أن يفصلنا عن محبة المسيح”.

ركّز القس الدكتور حنا كتناشو العميد الأكاديمي في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، على الرجاء وعلى ضرورة التمسك بالرجاء. “فقدت رجائي بالسياسيين ولكن لم أفقد رجائي بالمسيح ولم أفقد رجائي بكل شخص يحمل بداخله المسيح”.

ختم القس الدكتور جاك سارة الندوة بتوجيه رسالة بدوره إلى كنائس المشرق: “نحن نحبكم، أملنا وصلاتنا أن يُشددكم الله ويُعطيكم قوة. لأن الله الذي معكم لن يجعل أحد يكون عليكم”.

لكل مسيحي متألم ومجروح ينزف، أنت لست وحدك، كلنا معك والله معك، وهذه الضيقة التي تمر فيها ستنشأ لك ثقل مجد أبدي. لا تستهن بإيمانك البسيط ولا بيسوع الذي في قلبك، لأن الذي غلب الموت بالحياة وانتصر على القهر والظلم هو نفسه موجود بداخلك، وأنتَ مدعو لأن تُخرج الحياة من موتك وموت وطنك وموت أحباءك.

من أرض المسيح، أرض الصلب والقيامة، أرض الموت والحياة، كل عام وأنتم بألف خير. المسيح قام.. حقاً قام.