طلاب الكلية بين اللاجئين السوريين لسنة جديدة على التوالي

طلاب الكلية بين اللاجئين السوريين لسنة جديدة على التوالي

طلاب الكلية بين اللاجئين السوريين لسنة جديدة على التوالي

تماماً ومثل كل عام، يشد طلاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس الرحال متوجهين إلى الأردن للخدمة الأحب إلى قلوبهم بين اللاجئين السوريين هناك.

شارك الطلاب أيضاً مجموعة من خريجي الكلية وبعص من الطاقم الأكاديمي، كما انضم القس الدكتور جاك سارة للفريق لمدة يومين، حيث عبّر عن فرحته الشديدة بهذه الخدمة الرائعة التي تقوم بها الكلية كل عام بالتعاون مع جمعية الراعي، وبالجهود التي تقوم بها كنيسة الاتحاد في المفرق.

قام الفريق بعمل مخيم صيفي للأطفال اللاجئين وعمل نشاط خاص للنساء هناك، إلى جانب زيارة اللاجئين في مساكنهم وقضاء الوقت معهم.

وككل عام نترككم مع بعض التعليقات من الطلاب حول الخدمة وكيف غيّرت حياتهم ونظرتهم للأمور.

شارك الأستاذ جبرائيل حنا، نائب العميد الأكاديمي قائلاً: “كنت متشوقا انا وعائلتي للذهاب إلى المفرق في الأردن الشقيق للمشاركة في مساعدة أحبتنا اللاجئين السوريين. لكوني لاجئ بسبب شر الإنسان، لدي بعض الفهم لما يدور ويحدث من حولي. وهذه هي المرة الرابعة لي للذهاب لخدمة اللاجئين لكن في هذه المرة كانت مميزة اذ اخذت معي زوجتي تغريد وابني أمير ونيقولا. حتى لو كنا لاجئين نستطيع المساعدة حتى في القليل فإيماني هو زرع البذار والرب هو ينمي ويبارك ويرى كل شيء. لا نستطع حل المشكلة لكن بمحبة قليلة نعمل فرقا كبيرا في حياة الناس. كنت متشوقا لذهاب عائلتي معي لكي أزرع في أولادي حب الخدمة ومشاركتهم حب الناس وارضاء الله. ليس لدينا الكثير لكن العمل بمحبة وثقة بأن الله ينمي ويساعد عملنا هو عمل عظيم. فرح كبير وسلام لا يوصف عندما ترى أحبائك من عائلة وطلاب واصدقاء يعملون بروح الفريق الواحد لإحداث تأثير في قلوب وفكر الناس. “

“لم يسبق لي أن شاهدت العالم من هذا الاتجاه من قبل. أتذكر عندما كنت طفلة اعتدت على الركض فرحاً لحضن والدي بعد عودته من العمل حاملاً لي الهدايا والحلويات. وهناك رأيت نفس الفرحة في عيون الأطفال عند زيارتنا لهم حاملين الهدايا البسيطة، ففرحتهم بهذه المبادرة البسيطة منا بعثت الفرح الكبير لقلبي. رأيتَ أشخاص بسطاء جميلي الروح متعطشين لسماع كلمة الله وللصلاة. وهذه هي البركة الحقيقية، لقد كانوا بمحبتهم وقبولهم لنا ولما جئنا لنقدّمه بركة حقيقة لنا قبل أن نكون نحن البركة لهم.”

“بعد سنوات طويلة من الحرب والتهجير، وبعد أن اعتقدنا أن أمور اللاجئين قد استقرت في الأردن، رأينا العكس تماماً، فالعديد من العائلات ما زالت تعاني الفقر الشديد. حيث زرنا عائلة مكونة من الأب والأم وسبعة أطفال كانت تعيش في كوخ من صنع الأب، ولكنهم أُجبروا على إخلاء بيتهم، ما اضطرهم إلى العيش في منزل جديد بالإيجار، أجار هم أنفسهم لا يملكونه كل شهر، ما جعلني أفكر كيف أننا لا نُقدّر بساطة وجود سقف آمن ومنزل نعيش فيه.”

“تأثرتَ كثيراً بالكنيسة وبخدمة الكنيسة، وبدورنا ككلية في هذه الخدمة. فإنه لأمر عظيم أن أكون جالسة في وسط مجموعة من الأشخاص من مختلف الأعمار متحدين سوياً لأجله هو فقط، لأجل مجد الله الذي يثمر في شعوب من خلال اشخاص عاديون يقومون بأمور لربما تكون بسيطة، لكن نتائجها غير عادية بفضل مخلصهم يسوع المسيح.”

“وكأنه لا يكفيهم من الظلم ما عانوه ومن التشريد ما عاشوه، حتى يولد أطفال لاجئين في مخيمات اللجوء بأطياف توحّد. فكّرت في نفسي، ألا يكفيهم ما يعانونه يومياً حتى يُخلق لهم طفل لديه طيف توحّد ويحتاج لعناية خاصة، في الوقت الذي هم أنفسهم بالكاد يستطيعون العناية بأطفالهم وبعائلاتهم. لكن الله أجابني: “أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ.” (لو 18: 16) ما جعلني أرى الكمال في هذا الطفل رغم حالته وشاهدت عمل الله في حياته وحياة عائلته.”

“زرنا عائلة لديهم ٦ أولاد وبنات، وقمنا بإعطائهم ألعاب وهدايا الأمر الذي أفرحهم كثيراً وكأنهم يحصلون على الهدايا لأول مرة في حياتهم. لفتني الابن الأكبر ذو ال 15 عاماً، والذي كان طالبا مميزاَ في سوريا، ولكن بعد لجوئهم إلى الأردن، وتغيّر ظروف حياتهم، أصبح يشعر في نفسه أنه شخص بلا قيمة وعبّر أنه يشتاق لكونه من الطلاب المميزين. تحدّثنا معه وأخبرناه أن المسيح يراه مميزاً وأنه خلقه لهدف مهما كانت ظروف حياته الحالية. كانت لحظة مؤثرة جدا إذ رأينا الفرح في أعين العائلة جميعاً، ما جعلني أَدرك أنه يوجد بركة ونعمة كبيرة في حياتي لم أقدرها، وانه لدي كل ما احتاجه وأكثر. تعلّمت أن أشكر الرب على الحياة التي أعطاني إياها وعلى الخدمة التي أقدمها.”

هذا هو هدفنا في هذه الخدمة التي نقوم بها كل عام على التوالي، أن نكون بركة لمن هم بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي وروحي وأن نتبارك نحن بدورنا خلال رحلتنا.