تقليد أحد الشعانين في فلسطين.

تقليد أحد الشعانين في فلسطين.

تقليد أحد الشعانين في فلسطين

بقلم أورسولا مكركر، طالبة في قسم الأدلاء السياحيين في الكلية

 

أحد الأيام المفضلة لدي في العام هو أحد الشعانين. وهو يأتي خلال فصل الربيع في فلسطين، وعادة ما يكون الطقس جميلًا حينها، والشمس في منتصف السماء، وأزهار الحنون الحمراء تنتشر في الحقول، والنحل والفراشات ترقص بطريقة سحرية بين الأشجار المزهرة. وكأن الطبيعة الأم تمهد الطريق للولادة الجديدة.

إنه أحد تلك الأيام التي ترتدي فيها أفضل ملابسك للكنيسة. وفي الكنيسة، سوف تقابل فلسطينيين مسيحيين يحملون بفخر أغصان النخيل في أيديهم ويصلون طقوسهم باللغة العربية إحياءً لليوم الذي دخل فيه يسوع القدس كمخلص وملك. أتذكر عندما كنت طفلة، كنا دائمًا نتنافس نحن الأطفال حول من بيننا سيكون لديه أجمل غصن مزخرف.

وبينما كان يسوع يركب حمارًا إلى أورشليم، كان هناك حشد كبير يتجمع ويضع أغصان النخيل والعباءات عبر الطريق، تكريمًا ليسوع كملك. وكان المئات ينادون: “أوصنا لابن داود! مبارك الآتي باسم الرب! أوصنا في الأعالي!” فرسالة يسوع في أحد الشعانين هي رسالة تواضع وسلام.

يمثل أحد الشعانين بداية الأسبوع المقدس، الأسبوع الأخير ليسوع على الأرض، والذي يسبق عيد الفصح. وبالنسبة للكثيرين، يعد أحد الشعانين بمثابة تذكير أخير لأولئك الذين لم يتمكنوا من الصيام بعد. إذ يرتبط أحد الشعانين بالعديد من التقاليد والطقوس والاستعدادات. وعلى الرغم من أن الكنائس تبتهج صباحا، الا انها بحلول نهاية اليوم، تبدأ في التحول إلى خاتمة حلوة ومرة ​​للأسبوع المقدس. وفي المنزل أيضًا، تتم العديد من الترتيبات! من التخطيط لقائمة عيد الفصح، إلى صنع المعمول (كعكات عيد الفصح الفلسطينية التقليدية)، إلى تلوين البيض واختيار ملابس عيد الفصح.

والآن، دعونا نأخذ دقيقة نبتعد فيها عن جهارة هذه الاستعدادات، ونسأل أنفسنا: كيف يمكننا أن نفهم بالفعل رسالة أحد الشعانين؟ كان العديد من الأفراد الذين صرخوا “أوصنا!” في أحد الشعانين هم نفسهم الذين هتفوا أيضًا “اصلبه!” يوم الجمعة العظيمة. ما نتعلمه هنا هو أن إيماننا يجب أن يكون راسخًا مثل محبة يسوع لنا لأنه من السهل علينا الانسياق خلف الاخرين والإصابة بالعدوى والانجرار خلف اراء المجتمع.

أتمنى أن تتاح لك الفرصة اليوم لإلقاء نظرة على عيد الفصح في الأرض المقدسة لأنه بالفعل يعكس فرحا ومتعة حقيقية!

المسيح قام! بالحقيقة قد قام!

 

أورسولا مكركر

مديرة منظمة اجنحة الامل للصدمات النفسية في بيت لحم

حاليا طالبة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

ursula.mukarker@wings-of-hope.de